اسطنبول ـ جلال فواز
تعد اسطنبول من أجمل و أعرق المدن الأوروبية على الإطلاق، فهي تجمع بين الحداثة والتاريخ والذوق المتفرد في أبنيتها وثقافتها وطعامها الخاص جدًا. في السطور التالية يتحدث سباستيان لاندر في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية عن تجربته الشخصية الخاصة جدًا في اسطنبول، و يقدم بعض النصائح بشأن الأماكن التي يجب زيارتها و الأطعمة التي يجب اختبارها في تركيا
يقول سباستيان "في مقاطعة بيوغلو الفنية ستجد آرزو تعرض نسختها المبدعة من الطعام المنزلي الاسطنبولي، فتقدم تعليمات مرتجلة لمن هو في حاجة إليها، تقول آرزو أن هذا يشبه منزلها، فما تقوم بطهيه هنا هو طعام منزلي، وبالنسبة للمبتدئين فإن الكباب ليس على القائمة. إن ما تصنعه هو ما ستتناوله فيما بعد، فتناولتُ القطائف، وهي معجنات حلوة نقوم
بغمسها في الصويا وعصير التفاح وصلصة العسل، ونغسلها بنبيذ أبيض تركي، يفوق ذلك الكباب الذي يرتبط في أذهان معظمنا بالمطبخ التركي بكثير". و يضيف "من الجيد قضاء الوقت مع آرزو في بيوغلو، حيث تناولنا الطعام بعد جولة رائعة في مقاطعة السلطان أحمد في اسطنبول، في بيوغلو ستجد زاوية أقل سياحية لهذه المدينة الرائعة، حيث يتجول
التركيون الصغار المتأنقون في الشوارع النظيفة الواسعة، ويتصفح السكان المحليون ممرات متاجر الملابس المضاءة الزاهية، وتتلألأ أكوام من الحلوى التركية والبقلاوة في النوافذ". و يتابع سباستيان "ذهبنا إلى حانة ومطعم 360 (www.360istanbul.com)، الحاصل على جائزة، لم تكن لتلاحظ وجوده أساسًا، حيث يقع على سطح مبنى سكني يعود إلى القرن التاسع عشر، ولكن المشهد بديع. الشوارع ضيقة حين تتجه إلى القرن الذهبي، ويرتفع فوقك برج غالاتا
الذي يعود إلى العصور الوسطى، والذي بناه تجار جنوة، وتحيط بك هالة من الضوء، حيث يربط جسر غالاتا بين بيوغلو و منطقة كانت من قبل تسمى القسطنطينية، ويمنح هذا الجسر للزوار إطلالةً شاملة، ليفهموا منها جغرافيا مدينة متاخمة لأوروبا ولآسيا". و يضيف "وعلى هذا الجانب الأوروبي من البسفور، يشطر القرن الذهبي رقعتين من اسطنبول، وقد زرنا
الجانب الآسيوي فيما بعد وهو يختلف بوضوح، إن جسر غالاتا حيوي ومليء بالنشاط، حتى في الوقت المتأخر، والحياة الليلية في اسطنبول مغرية، ولكننا كنا قد أنفقنا طاقتنا في مشاهدة الأماكن التاريخية". يقع فندق أرتن كوناك في عش من
المباني التاريخية بالقرب من السلطان أحمد، طاقم العمل ودود والطعام لذيذ والغرف مريحة، يستوعب الديكور كل شيء من الصور العتيقة وحتى فساتين الزفاف القديمة، ويبعد خمسة دقائق سيرًا من "آية صوفيا". وعبر الميدان يقع المسجد الأزرق ذو المآذن الست، وينادي على الصلاة، ويقوم السياح بصلواتهم كذلك، وتمتليء المنطقة المحيطة بالفندق بمتاجر الهدايا
وأسواق الفخار ومتاجر السجاد. تقدم المطاعم وفرة من أطباق البحر المتوسط اللذيذة، مثل الحمص الدسم والباذنجان المحشو. وقد قام الامبراطور جستنيان بالتكليف ببناء "آية صوفيا" في القرن السادس، كانت كنيسة في السابق ثم أصبحت
مسجدًا، والآن متحفًا، وقد ظل التصميم الداخلي الذهبي لها أكبر مساحة مغلقة في العالم لمدة ألفية. و يتابع سباستيان "شعرت أن الفسيفساء تأملية تقريبًا في جمالها، ولا يقتصر المعمار الرائع على الأرض فقط، ثم ذهبنا إلى كنيسة كيسترن
التي تعود إلى القرن السادس والتي كانت تمد قصر الإمبراطور بالمياه النقية، وهناك المئات من الأعمدة والأقواس الرخامية التي تصنع الأروقة". يتنزه الزوار في المنصة في رحلة عبر الغرفة الجوية، ولا عجب أنها استخدمت كخلفية لأحد أفلام جايمس بوند، وعلى الجانب الآخر من ميدان السلطان أحمد يقع ميدان سباق الخيل السابق، حيث قام جستنيان بذبح الآلاف من سكان القسطنطينية بعد أحداث الشغب في عام 532. يقول سباستيان "وصلنا إلى المسجد الأزرق، وتركنا أحذيتنا عند الباب احترامًا، وفي الداخل كان المصلّون ساجدين، ولكنا كانت أعيننا على البلاط الذي تساوي الواحدة منه آلاف اليورو، وبالقرب يوجد سوق التوابل، الذي يمتليء بسكان اسطنبول والزوار، الذين يقومون بشراء البضائع الغريبة، مثل زهور الياسمين وزيت الورد، ثم توجهنا إلى البازار الكبير، وهو منطقة مكتظة بالمتاجر التي تبيع كل شيء، بدءًا من المجوهرات إلى البضائع الجلدية. ثم تحركنا بسرعة متجهين إلى قصر توبكابي، الذي بني من أجل سلالة السلاطين العثمانيين، الذين غزوا القسطنطينية في عام 1453، حيث يتم عرض الكثير من القطع الأثرية بما في ذلك المجوهرات والساعات الجميلة والأسلحة وملابس السلاطين وأبناءهم، ثم عبرنا عبر الأجنحة التي بنيت لإحياء ذكرى القطاعات التي تم غزوها". و يضيف سباستيان "ولكننا نرغب في رؤية قصر الحريم بشدة، وهو المكان الغامض الذي تمكث فيه المحظيات والمخصيين الذين أثاروا المخيلة الغربية لقرون، وبرغم وجود القليل من الأثاث، إلا أنه يمكنك تصور المكيدة والطموح والتآمر الذي كان يحدث في ساحاته وقاعاته بشكل كامل". ويتابع سباستيان "لا يمكننا مغادرة اسطنبول دون وضع قدم واحدة على الأقل في الجانب الآسيوي من المدينة، تغادر العبّارات الرخيصة الحديثة من مكان قريب من سوق التوابل، وصلنا إلى أوسكودار، ومررنا ببرج العذراء، حيث يقال أن أميرة قد هربت بعد التنبؤ بموتها نتيجة لدغة ثعبان (وقد حدث ذلك)، وتوقفنا عند أحد المقاهي المتعددة التي تقدم السجاد، الذي يمكن للمارّة والسكان المحليون الاستراحة عليه، والشاي الأسود الحلو المنشط. يمكن الإقامة في اسطنبول في فندق أرتن كوناك، حيث يبدأ سعر الغرف من 100 يورو في الليلة، بما يشمل الإفطار وانتقالات المطار (www.ertenkonak.com). و يبدأ سعر الرحلات على متن الخطوط الجوية التركية من 180جنيهًا إسترلينيًا (www.turkishairlines.com). وللحصول على دروس في الطهي في مطعم داي بيرا (www.dairestaurant.com) يمكنك الاتصال بآرزو على البريد الإليكتروني لها ([email protected]).
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر