تقع عيون "أم الربيع" في الأطلس المتوسط على بعد 55 كيلومتر من مدينة خنيفرة ، التي تعتبر المدينة الأطلسية بامتياز وأطلق على هذه المنابع المائية اسم عيون "أم الربيع" نسبة إلى نهر "أم الربيع" الذي يعبر أطول نهر في المملكة المغربية حيث يصل طوله إلى 160 كليومتر ويصب في مدينة ازمور ضواحي مدينة الجديدة، ويصل عددها إلى 47 عينًا 7 منها مالحة و40 ذات مياه عذبة.
ويقصد هذا المكان الساحر بطبيعته الخلابة كل عشاق المغامرات والتجارب الفريدة من نوعها ، للاستمتاع بالرحلة وقضاء أيام مختلفة عن المعتاد ، لاسيما وأن المنطقة تمتاز بخصائص طبيعية رائعة تجعل الزائر يعيش في عالم أخر بعيدًا عن جو المدينة والضجيج المعتاد بها .
ويعيش السائح تجربة مميزة وسط الأرياف وبين سكان يتميزون بالطبية وحسن الضيافة وجمال الاستقبال ، وبين احضان منطقة تكاد لا تجد لها مثيلًا في أيّ مكان في العالم.
رغم أنّ السفر إلى منابع "أم الربيع" صعب ولا يخلو من المخاطر بسبب نوعية التضاريس الصعبة والمنعرجات الخطيرة والكثيرة التي تفرض على السائقين اتخاذ الكثير من الحيطة والحذر ، ورغم أن السياقة ببطء قد تبعث على الملل ، إلا أن المناظر الخلابة التي تصاحبك طيلة الطريق تزيد من متعة الرحلة وتسهل عليك كل ما قد يكون صعبًا .
حيث تجد نفسك تنظر إلى سحر خلاب ومتنوع بين جبال شاهقة وقمم عالية ، وسهول مكسوة بغطائها الأخضر التي تجعلك تنبهر من هول الصورة التي أمامك والتي تتحول إلى تحفة فنية رائعة عندما تلمح تلك الينابع المتنوعة والكثيرة التي تصب مياه غزيرة تزيد من روعة المكان وتجعلك ترغبة في القفز إليها دون الإهتمام إلى أيّ شيء أخر.
وتكتشف بمجرد وصولك إلى منطقة عيون "أم الربيع" أنّ المكان يعج بالزوار من لاسيما السياح الأجانب الذين يولون إهتمامًا أكبر بمثل هذه المناطق الساحرة والتي يقضون فيها أجمل الأوقات وأمتع اللحظات ويعيشون المغامرة ويعشقون تجربة كل شيء جديد وفريد.
و يوفر المكان كل ماقد يحتاج إليه الزائر من المتعة والترفيه ، فلا تكاد تجد مكانًا شاغرًا لك بين أحضان هذه الطبيعة المميزة .
وتتوفر في المنطقة كل متطلبات الزوار من فنادق حتى وإن كانت بسيطة وتقليدية فهي تفي بالغرض ، فضلًا عن الشقق المفروشة التي يتم استئجارها ، والمطاعم التقليدية التي تعبر عن الثقافة الأطلسية والريفية ، والخيام التي تنصب بجناب الوادي لمن يرغب في قضاء أيامه قرب صوت خريرالمياه والاستمتاع في كل لحظة بمكان ساحر وفاتن.
و يمكن للزوار الاستمتاع بالأنشطة المختلفة التي تتوفر في المنطقة كالرحلات الاستكشافية ومنها مغارة "أم الربيع" واكتشاف أسرارها ومعالمها التاريخية والحضارية ، فضلًا عنّ الاستمتاع برياضة تسلق الجبال برفقة مختصين أو القيام برحلة مميزة وممتعة في أحد القوارب عبر نهر "أم الربيع" وعيش مغامرة لا مثيل لها .
ولا ننسى أنشطة المساء التي تزيد من حماسة الزائر وتشجعهم على قضاء وقت ممتع بين أحضان جبال الأطلس ، كالحفلات الشعبية التي يقدمها سكان المنطقة للزوار، والتي يتخللها جو أسري يجمع الضيوف بالسياح ويخلق متعة لا مثيل لها ، وفيها يتناولون الاطباق البربرية المشهورة في المنطقة ، ويستمتع الزوار برقصات "احيدوس" و"الاهازيج" البربرية المميزة ، مستمتعين بتناول الكعك مصحوبًا بكؤوس الشاي المغربي الذي يعتبر من أسس الضيافة في المنطقة.
ويزيد من روعة المكان، تلك البيوت المبنية من الطين والقش ما يعبر عن تقاليد كانت تعتمد في البناء قديمًا في المنطقة ، والتي اتخذوها كوسيلة للفت أنظار الزوار وجعلهم يعيشون تلك الفترة الزمنية في هذه البيوت التي تجعل المكان يتحول إلى تحفة فنية يقصدها الكثيرون مرارًا وتكرارًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر