الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم
آخر تحديث GMT 07:17:55
الجمعة 24 كانون الثاني / يناير 2025
المغرب اليوم -
أخر الأخبار

الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم

ضفتا نهر جاكاري في بيراكايا في فترة جفاف
بيراكايا- أ.ف.ب

لم يعد البرازيلي ارناني دا سيلفا يرى في المكان الذي دأب على ممارسة هواية الصيد فيه لثلاثين عاما سوى

: اذ ان هذا الصياد المتحدر من ساو باولو لم ير يوما الوادي بهذه الحالة.وتشهد هذه المنطقة في جنوب شرق البرازيل اسوأ مرحلة جفاف في السنوات الثمانين الاخيرة. وهذا الوضع يثير قلقا كبيرا في مدن عدة اخرى: اذ ان التصحر وارتفاع درجات الحرارة وتمدد الاوساط الحضرية تعيد انتاج هذه الكارثة البيئية في كل اصقاع الارض.

وقال دا سيلفا البالغ 60 عاما في وسط سد في جاكاري بمنطقة بيراكايا الواقعة على بعد 110 كلم من ساو باولو "كنت من اوائل الصيادين الذين وصلوا الى هنا واليوم انا من اخر الناس المتبقين في هذا المكان".وتساءل بكثير من الاستغراب وعدم التصديق الممزوج بالحزن "امارس الصيد هنا منذ ثلاثين عاما، كيف كان لي ان اتصور ان يأتي يوم لن يعود فيه مياه؟".وهذه المشكلة لا تلحق بدا سيلفا لوحده بل بالملايين من سكان هذه المنطقة التي تعد الاكثر تعدادا للسكان وتقدما.

واشار دا سيلفا مرتديا قبعته لاتقاء اشعة الشمس الحارقة، الى انه تخلى عن منزله القريب من السد. فقد تمكن هذا العام من الاصطياد في مناطق اعلى حيث لا يزال هناك مياه. لكنه يجهل ما اذا كان الوضع سيبقى على حاله في السنة المقبلة.ويعتبر سد جاكاري المشيد في نهاية السبعينات، أحد السدود الخمسة التي يتشكل منها نظام كانتاريرا الضخم الذي يزود 45 % من سكان ساو باولو وضواحيها البالغ عددهم 20 مليونا بالمياه.

فقد تراجع مستوى المياه في المنطقة الى مستويات متدنية قياسية.كما ان المتساقطات التي هطلت خلال فترة الامطار (بين تشرين الاول/اكتوبر واذار/مارس) لم تكن كافية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تراجع مستوى المياه في سدود كانتاريرا الى 90 ميليمتر مقابل معدل اعتيادي عند 161,2 ميليمتر.وأوضح خبير الارصاد الجوية مارسيلو شنيدر لوكالة فرانس برس ان "شح الامطار كان قاسيا هذا العام مصحوبا بدرجات حرارة مرتفعة كما في كل شتاء، ما يسرع في تبخر مياه السدود".

واضاف "عدد السكان والطلب على المياه اكبر مما كان عليه خلال موسم الجفاف السابقة".وقد شهدت ساو باولو، الرئة الاقتصادية للبرازيل، موجة جفاف قوية سنة 2001 وأخرى خطيرة جدا في مطلع ستينات القرن الماضي.ولم يتم تقدير التبعات الاقتصادية للازمة الحالية الا ان خبراء يحذرون من خلل في المنظومة العامة في البلاد.

وقالت ماريا اسونساو سيلفا من قسم علوم الغلاف الجوي في جامعة ساو باولو لوكالة فرانس برس ان الجفاف ليس فقط مسألة مرتبطة بالمناخ "فمن المهم معرفة ان كنا مستعدين لمواجهته ام لا".كما ان عوامل اخرى لها دور في هذه الازمة منها نقص الاستثمارات والبنى التحتية لتخزين المياه في السنوات التي تشهد متساقطات كثيرة اضافة الى الاستنزاف الكبير للموارد المتاحة ضمن نظام كانتاريرا والادارة السيئة، وفق الخبراء.

وقد استمعت وكالة فرانس برس الى روايات عدة عن انقطاع للمياه في قلب المدينة وضواحيها.وتؤكد شركة "سابيسب"، كبرى شركات المياه في ساو باولو، انه من غير الضروري اجراء تقنين في المياه، شأنها في ذلك شأن حاكم ساو باولو جيرالدو ألكمين الذي اعيد انتخابه في تشرين الاول/اكتوبر. وأعلن جيرالدو بناء مصنع لاعادة استخدام المياه ومستوعبات جديدة للتخزين.

وفي مدن اخرى في ولاية ساو باولو -- حيث يعيش 40 مليون شخص -- والتي لا يشملها نطاق عمل "سابيسب"، تشهد عمليات توزيع المياه تقنينا.ويرى بعض الخبراء في قطع اشجار الغابات عاملا رئيسيا في الجفاف.وقال الباحث انطونيو دوناتو نوبري من المعهد الوطني للبحوث الفضائية لوكالة فرانس برس ان "الجفاف الاستثنائي الذي تشهده منطقة جنوب شرق البرازيل، خصوصا ساو باولو، يمكن ان يكون ناجما عن تدمير غابات الامازون".

وأوضح نوبري ان "الامازون تصدر الرطوبة وتجلب الامطار الى جنوب شرق البرازيل ووسط غربها وجنوبها لكن ايضا الى مناطق اخرى في بوليفيا وباراغواي والارجنتين على مساحة الاف الكيلومترات".كذلك بحسب العلماء فإن الامطار الغزيرة في دول منطقة اسيا - المحيط الهادئ وزيادة درجة الحرارة للمحيطات والجفاف في كاليفورنيا مترابطة وهي جزء من اختلال التوازن الحاصل على المستوى العالمي.كما ان التوسع السكاني في المدن والنقص في المساحات المزروعة وتمدد مساحات الاسمنت تساهم في هذا الوضع.

 

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 04:21 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

20رئيس جماعة مهددون بالعزل والمحاكمة في جرائم الأموال

GMT 13:49 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

50حافلة لمحاربة الهدر المدرسي في جهة درعة تافيلالت

GMT 06:43 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خواتم من الأحجار الكريمة لأناقتك في "ليلة الكريسماس"

GMT 13:39 2016 الجمعة ,11 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في علاج نزلات البرد

GMT 05:45 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

"Victoria's Secret" لمرأة رومانسية ومثيرة

GMT 06:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش المغربي يُشارك موريتانيا في أضخم استعراض عسكري

GMT 05:41 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

سيارات كلاسيكية تطرح للبيع ضمن مزاد "آرتكيوريال" في باريس

GMT 13:05 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هبة المصري تتحدّث عن الجاكيت المناسب للفتيات المحجبات

GMT 08:28 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya