كانبيرا ـ وكالات
ساعد انخفاض درجات الحرارة الاربعاء رجال الاطفاء في اخماد الحرائق التي اندلعت في انحاء استراليا واتت على عشرات المنازل وقضت على الاف من رؤوس الماشية رغم بقاء ثلاثين حريقا خارج السيطرة.
وبعد ان واجهت واحدا من اصعب ايام الحرائق الثلاثاء، ساهم تغير مسار الرياح في مقاطعة نيو ساوث ويلز في انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
وفيما سجلت الحرارة في سيدني 42 درجة مئوية الثلاثاء، لم تتجاوز الاربعاء 25 درجة. وانخفضت الحرارة في ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا الى 20 درجة رغم توقعات الارصاد بارتفاعها مجددا في عطلة نهاية الاسبوع.
وتم تخفيض مستوى الكثير من حرائق الاحراج ولم يعد اي منها عند مستوى "الكارثي" الذي يعني ان الحرائق ستكون خارج السيطرة ولا يمكن التنبؤ بمسارها وسريعة الامتداد وان اجلاء الاهالي هو الخيار الامن الوحيد.
غير ان شين فيتزسيمنز مسؤول فرق الاطفاء في المناطق الريفية في نيو ساوث ويلز حذر من التهاون حيث تندلع حرائق جديدة رغم انخفاض درجات الحرارة واستمرار الحظر التام على اشعال نيران.
وقال للصحافيين في بوكام، القرية الصغيرة في ياس شير غرب كانبرا حيث اتى حريق لغاية الان على 16 الف هكتار من الاراضي "الخطر لم ينته عندما يتعلق بتهديد نيو ساوث ويلز".
وشارك اكثر من الفي رجل اطفاء خلال اليوم في السيطرة على نحو 140 حريقا في انحاء نيو ساوث ويلز، اكبر المقاطعات من حيث عدد السكان ولا يزال 30 حريقا خارج السيطرة.
لكن تمت السيطرة على عدد من تلك الحرائق ومنها حريق في دينز غاب قرب ناورا جنوب سيدني، حيث تم رش المياه من مروحيات قبل ان تقوم فرق الاطفاء بتنظيف الارض.
وكانت تقارير ذكرت ان النيران اتت على منزل في جوغيونغ في المقاطعة لكن فيتزسيمنز قال ان البناء يبدو حظيرة او ملحقا.
وقال "بفضل رجال الاطفاء في كافة المقاطعة لم نخسر اي منزل".
واضاف "لكننا شاهدنا خسائر زراعية هائلة، الاف الهكتارات من المراعي والمحاصيل والماشية التي نفقت بالالاف".
وقال رئيس وزراء نيو ساوث ويلز باري اوفاريل ان ما يقدر ب10 الاف رأس من الاغنام نفقت في منطقة ياس وحدها.
وتنشب حرائق الغابات عادة في استراليا التي تنتشر فيها مناطق جفاف واسعة جدا. وقضى 173 شخصا فيما عرف بيوم السبت الاسود في 2009، اسوأ كارثة طبيعية شهدتها استراليا في التاريخ الحديث.
وغالبية الحرائق تنشب لاسباب طبيعية لكن في غرب سيدني تم توجيه الاتهام لثلاثة مراهقين باضرام النار عمدا في منطقة احراج يوم الثلاثاء.
وتشهد مقاطعة فكتوريا ظروفا جوية قاسية حيث دمرت اربعة منازل وعولج ستة اشخاص من حروق طفيفة او تنشق الغاز بعد حريق في منطقة كارنغام الزراعية التي تم اخلاؤها.
وقالت السلطات انه تمت السيطرة على الحريق لكنه تسبب بخسائر كبيرة لبعض الاسر مثل راي ستون وزوجته غيل.
وقال ستون للصحافيين "اننا محطمون لم يبق لنا شيء، لا شيء" مضيفا انه عندما غادر منزله الثلاثاء متوجها الى بالارت المجاورة لم يكن يعلم اي شيء عن حرائق.
واضاف "لم نعرف ان علينا ان نحمل ما قد نحتاجه. لم نعرف بقدوم حريق".
وقالت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد ان حكومة الدولة والمقاطعات تعمل عن كثب وستقدم المساعدة للضحايا معلنة حالة الكارثة الطبيعية في 37 منطقة واطلاق مساعدات الطوارئ.
واضافت "اولا التركيز على مكافحة النيران والتعامل مع الطوارئ ثم الانتقال الى مرحلة اعادة البناء".
ولم ترد تقارير لغاية الان عن سقوط قتلى.
وفيما ذكرت تقارير اولية ان نحو 100 شخص ربما فقدوا في جزيرة تسمانيا الجنوبية بعد ان اتت النيران على اكثر من 150 منزلا في عطلة نهاية الاسبوع، خففت الشرطة الاربعاء من تلك المخاوف.
وقال المفوض بالانابة في شرطة تسمانيا "نعرف انه لم تسجل اصابات بالغة وهذا مدهش، نتشجع لعدم العثور على اي رفات بشرية في هذه المرحلة".
وتم انقاذ نحو 30 من هواة السير في الغابات، جوا من غابة جبلية في المقاطعة الاربعاء فيما اجبرت الحرائق على اغلاق ممرات السير في منطقة "تسمانيا ويلدرنس" (برية تسمانيا) المصنفة على لائحة التراث العالمي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر