نواكشوط - أ.ش.أ
أبدى سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط مخاوفهم من مستقبل غامض للمدينة التي أسسها الرئيس الراحل المختار ولد داداه عام 1957 .
ووسط هذه المخاوف أشرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز /الجمعة/ على غرس الأشجار ضمن مشروع طموح لحماية المدينة من زحف الرمال والمد البحري .
وأعطى ولد عبد العزيز تعليماته للقطاعات الحكومية وللفاعلين في القطاع الخاص والمجتمع المدني بالمضي قدما في هذه العملية بما يمكن من تنفيذ هذا البرنامج الهادف إلى حماية العاصمة..
من جهتها .. أكدت وزارة البيئة الموريتانية أن برنامج حماية نواكشوط من المد البحري وزحف الرمال تمكن حتى الأن من تشجير ألفي هكتار .
فيما كشفت عدد من وسائل الإعلام الموريتانية أنه في ظل هذا الجهد المبذول من قبل الحكومة إلا أن هناك مخاطر مازالت تهدد العاصمة الموريتانية ، حيث أنه ووفق دراسات علمية عديدة تبدو العاصمة الموريتانية نواكشوط مهددة بالغرق والاختفاء في غضون سبع سنوات على الأكثر .
وأشارت دراسة لمركز "أكريتين" الإقليمي للاستشعار عن بعد لدول شمال إفريقيا أن التهديد الكامن وراء المحيط الأطلسي بغمر مدينة نواكشوط وبعض المناطق القريبة منها ، تهديد حقيقي ، فيما اعتبر البنك الدولي أن مدينة نواكشوط تعد من ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضررا من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمنسوب البحر .
ويقول الخبراء "إن نواكشوط ستشهد موجة من الأمطار غير اعتيادية في السنوات المقبلة ؛ وهو ما ينذر بخطر غرقها كليا بحلول عام 2020" .
وأوضحوا أن هناك عوامل تشير إلى احتمال "غرق" العاصمة الموريتانية أهمها "أن نواكشوط الواقعة على المحيط الأطلسي والمشيدة على أرض منخفضة لا تحميها تلال ولا مرتفعات صخرية بسبب عوامل التعرية واستنزاف الحزام الرملي الذي يفصل بين المدينة والمحيط، حيث ظهرت في هذا الحاجز عدة فتحات واختفت الكثبان الرملية مع توسع المدينة وكثرة أعمال البناء والتعمير." حسب ما يؤكد الخبراء.
كما أن مشكلة تسرب المياه تحت الأرض بسبب تصريف المياه العادمة جعل تربة المنطقة مشبعة بالماء مما تسبب في تقويض أسس بعض المباني وتحويل بعض أحياء العاصمة الموريتانية إلى أماكن غير صالحة للبناء.
ويعلل الخبراء صعوبة إنشاء شبكة الصرف الصحي ، لقرب أغلب أحياء العاصمة من مستوى سطح البحر ، بل انخفاضها عنه أحيانا، ما يعني عدم إمكانية وجود صرف صحي طبيعي موجه نحو البحر، لعدم توفر الانحدار الضروري لإنشائه .
وبين الشائعات التي يتناقلها الناس والتحذيرات التي يطلقها علماء البيئة بين الحين والأخر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر ، يبقي احتمال "غرق" العاصمة نواكشوط أمرا مقلقا للموريتانيين خاصة مع التقارير التي أشارت إلى احتمال اختفاء نواكشوط في أفق عام 2020 والدراسات التي أكدت غرقها تماما بحلول عام 2050 .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر