أرجوحة حديدية لعائشة العليلي تقتحم بجرأة عالم الهوَس الاكتئابي
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

"أرجوحة حديدية" لعائشة العليلي تقتحم بجرأة عالم الهوَس الاكتئابي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

رواية "أرجوحة حديدية"
القاهرة - المغرب اليوم

تتجسّد بؤرة المحكي عند الروائية الدكتورة عائشة عبد الله العليلي في رواية "أرجوحة حديدية" في منطقتي الذاكرة والاعترافات، وقد جعلت منهما الآلية الأساس في إدارة أسلوب المحكي، وفي توليد عدد لا متناه من العلاقات الإرجاعية لشخصيات الرواية ولاسيما الشخصيتان الرئيسيتان في العمل الأم وابنتها ريم وهما البؤرة التي ينطلق منها السرد، ومن خلالهما تظهر ملامح حضور الشخصيات الأخرى واستكشاف ما هو مستجلياً وما كان مستوراً منها.

ومن نقطة قريبة من النهاية تتمثّل بمشهد فتاة تقبع في المستشفى في حالة شبه فقدان للذاكرة تبدأ الرواية على المستوى النصي، وتنتهي في نقطة متقدمة على هذه البداية – النهاية تتمثّل بشفاء الفتاة من مرض نفسي كانت تعانيه وبين النقطتين مجموعة من الأحداث المختارة لتأثيث المشهد الروائي يتم خلالها الكشف عن الأسباب التي أوصلت ريم لتلقي العلاج في المستشفى بعدما اكتشفت عائلتها مرضها وهو ما يدعى في علم النفس باضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي الأمر الذي جعل من ريم في حالة اكتئاب لعدة أيام وهوس وهيجان لأيام أخرى. 

هذا الهوس الذي تفاقم في مخيلة ريم وصل آخر المشوار إلى الشك في تصرفات أمها إلى حد اتهامها بالخيانة لأبيها، على إثر رؤيتها زائر غريب دخل بيت العائلة!! هذا الزائر هو السّر الدفين الذي أخفته الأم عن زوجها وعن فتياتها الثلاثة وعن صديقاتها سنين طويلة، وكانت ريم لا تعلم أن أمها تملك سّرًا لا يمكنها فضحه لشعورها بالخجل من مخلفات هذا السّر!!
وتقدّم الرواية كمًا كبيرًا من ثقافة التحليل النفسي، التي هي بلا شك تعكس ثقافة صاحبتها، وموقعها الاجتماعي، وقد ظهر ذلك من خلال المضمون ومن خلال كم هائل من العبارات والمفردات التي يتم فيها تحليل التصرفات وتفسيرها وتأويلها، وبهذه المواصفات تشكّل "أرجوحة حديدية" درساً في التحليل النفسي. جمعت فيه الروائية عائشة العليلي بين دور المعالج والأديب معاً، فعكست براعة في القص ومتعة في التحليل، واستحقت القراءة.

ومن أجواء الرواية نقرأ:
"صرت ضحية لعبة لعبتها ووقعت في شباكها. أعلم أنه ليس عليّ أن ألوم نفسي على ما حدث، فقد كنت مريضة تلك الفترة، وكنت أحتاج إلى تدخُّل طبي. ولكن بعد كل ما خلفته في قلب أمي من حسرة، أرفض الآن أن أترك دوائي يوماً واحداً. ومع كل حبة آخذها، أدعو طالبة أن يسامحني والدي على ما فعلته في قلبه؛ فقد هدمت بنيان حبه وولائه لعائلته، وحطمت الثقة التي تجمعه بأم أولاده، وجعلت هواجس طيش أفكاري المريضة تتلاعب بقلبه الطاهر. (...) على الرغم من كل ما فعلته في عائلتي، فإن عائلتي ما زالت تعاملني بإحسان. فقد أخفت أمر مرضي عن الجميع، وقالت إنني أُصبت بوعكة صحية في معدتي. لم يتخل أحد عني، وأصبحت أكثر قرباً من خالتي موزة، فهي أكثرهم فهماً لما أشعر به. جاء ابن خالي صاحب الشامة ليخطبني، فلم تخبره والدتي بأن ابنتها تعاني مرضاً نفسيّاً، وقالت إنه لا داعي ليعلم الجميع أسرار منزلنا...".

 

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرجوحة حديدية لعائشة العليلي تقتحم بجرأة عالم الهوَس الاكتئابي أرجوحة حديدية لعائشة العليلي تقتحم بجرأة عالم الهوَس الاكتئابي



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 12:34 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر الدينار الليبي مقابل الجنيه المصري الأحد

GMT 05:30 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عرض استثنائي لـ"فيتون" لوداع المدير الفني الخاص بها

GMT 03:32 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

اكتشفي سحر الألماس مع ساعة "Hermes" الجديدة

GMT 07:43 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

زيادة ضغوط العمل أحد أهم أسباب الإصابة بمرض السكري

GMT 17:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

انتهاء معاناة المغاربة مع "ليكاليزاسيون" بهذا القرار

GMT 14:29 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أعضاء الرجاء يدعون إلى المصالحة قبل الجمعية العمومية

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 04:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

توقيف 4 متطرفين قبل استهدافهم قوات الجيش التونسي

GMT 04:18 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الملابس الصوفية عنوان المرأة العصرية لموضة هذا الشتاء

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 14:10 2014 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حرباء الشرق
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya