بنات الأصول مجموعة قصصية جديدة لمنى طه
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

"بنات الأصول" مجموعة قصصية جديدة لمنى طه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ داليا أحمد

صدر حديثًا عن دار العين مجموعة "بنات الأصول" وهي مجموعة قصصية للكاتبة الصحافية منى طه، تضم 13 قصة قصيرة تعكس في أسلوب أدبي بسيط وعميق نواحي الحياة داخل المجتمع المصري. ولا تتوقف القصص عند طبقة معينة ولا فئة محددة، بل تتسع لتشمل المجتمع لطبقاته وطوائفه كافة. وتزداد القوة الدرامية للقصص بزيادة واقعية المواقف التي يتعرض لها أبطالها والتحديات التي يخوضونها في حياتهم والتي كانت من ضمن أسباب تفجر الثورة في مصر. وترصد قصة: "يوم في حياة عائشة أم إٍسماعيل" التناقض العجيب في المجتمع المصري ففي الوقت الذي تعلو في دائمًا الأصوات المنادية بحقوق المرأة، تتجه هذه الدعوات لدعم الصفوة من النساء متجاهلة المرأة الفقيرة التي تكافح من أجل لقمة العيش؛ فهذه عائشة أم إسماعيل، سيدة ريفية بسيطة تكافح في رحلتها اليومية من الأرياف إلى المحافظات الكبرى لتبيع الجبن والخضروات وتتعرض للعديد من المواقف المؤلمة ليس أقلها التحرش الجنسي السافر. وتعكس قصة "الأبواب الموصدة" كيف يقتل أصحاب العقول المتحجرة من الأجيال الماضية كل طموح ونبوغ لدى الشباب: فهاهو ذلك المدير الديكتاتور المتسلط القابع على زمام كل القرارت والقابض على كل الخيوط من خلف باب مكتبه الموصد دائما في وجه العاملين تحت إشرافه وخاصة النابغين الجادين، أما المنافقين المهرجين فيعرفون طريقهم إليه بسهولة. ثم تأتي قصة: "طير يغرد في سماء واشنطن دي سي" لتعرض تجربة فتاة عربية مثقفة ناجحة سافرت إلى الولايات المتحدة بدعوة من وزارة الخارجية الأميركية كزائرة دولية في برنامج للتعددية الثقافية، والصدمة الثقافية التي تعرضت لها هذه الفتاة نظرا للفرق الشاسع ما بين مجتمعها العربي والمجتمع الأميركي. وتتواصل المجموعة القصصية لتعكس الربيع العربي وكفاح العرب في التحرر من عهود الطغيان (بن متريس) و(بين الحدود). وتعبر "كسر الأسر" كيف تحرر بطلا القصة من الأسر: سواء كان ذلك الأسر حبا مرضيا من فتاة لرجل لا يشعر بها، أو تحرر مريض انفصام في الشخصية من مرضه وأوهامه الذهنية. وتأتي هذه القصة لتشير إلى مرحلة التحرر التي يعيشها حاليا الإنسان العربي المعاصر.   وتظهر الصورة القبيحة في قصة: "ليلة رأس السنة." بعد عدة مواقف طريفة يعيشها ثلاثة من الباعة الجائلين، تنتهي القصة نهاية مأساوية عندما تتفجر عربة ملغمة أمام كنيسة شهيرة في الإسكندرية، فتزهق أرواح الأبرياء.  الفجوة بين الصفوة الحاكمة ومعاناة الجماهير العريضة هي ما تعرض له قصة: "من هنا نعمل..".. يقول الأديب منير عتيبة عن "بنات الأصول" تقتحم منى طه عالما محفوفا بالمخاطر وهو عالم القصة القصيرة بما فيه من عذوبة ووعورة، وهى تدرك أن كتابة القصة القصيرة ليست تسلية وإضاعة للوقت تماما مثلما هي قراءة القصة القصيرة. فهذا الفعل كتابة وقراءة القصة القصيرة أحد أشق الأعمال التي يمكن أن يعرض الإنسان نفسه لها وإذا كان البعض يعمد إلى تركيز جهده الفني في كتابة القصة القصيرة على الاشتغال على تقنيات كتابتها واللعب على تلك التقنيات لتغييرها أو تفجيرها أو ابتكار تقنيات جديدة. ويضيف إن منى طه من النوع الآخر من الكتاب الذي يهتم بما تقدمه القصة من مضمون يمكن أن ينور مناطق غير مضيئة لدى القارئ، سواء منحه مزيدا من المعرفة بمجتمع ما، أو توجيهه لإعادة النظر في بعض الرؤى والأفكار المستقرة لعرضها من خلال القصة. والهم الاجتماعي هو أهم ما نلحظه في مجموعة منى طه فهي تعرف مجتمعها جيدا، مجتمع الطبقة الوسطى الفقيرة والطبقات الدنيا المهمشة ولعل خبرتها في العمل العام والتطوعي مع فئات مختلفة من المجتمع كانت المعين الذي أخذت منه أفكار وحكايات قصصها تقدم لنا بشرا من لحم ودم، في أحوالهم اليومية، وأفكارهم على حقيقتها، ومشاعرهم دون زيف. يبدو تعاطفها مع شخصياتها واضحا، لكنه ليس التعاطف الزاعق الرنان، بل هو تعاطف إنسان يستشعر بعمق مأساة الآخرين لذلك لا نلحظ كثيرا من المرارة في كتابتها رغم وجود الكثير من المآسي في حياة شخصياتها. واهتمت منى طه أيضا بعرض موضوعات قصصها بطريقة يمكن أن تجعل القارئ يبتسم ذلك الابتسام الهادئ الذي يدفعه إلى التفكر مرة أخرى في مأساة الوجود في هذه الحياة وبين هؤلاء البشر. كما أنها لا تغفل أعمق المشاعر الإنسانية وهى عاطفة الحب، فتقدم بعض قصصها هذه العاطفة لكنها غالبا ما تقدمها مغلفة بالفقد أو بالحلم مستحيل التحقق.  وتهتم الكاتبة أيضا لكشف الزيف الاجتماعي في قصص أخرى، حيث تقدم النفاق الاجتماعي الذي يجعل الأسرة ترضى أن تعيش في حضيض أخلاقي بدلا من الفضيحة. منى طه كاتبة تمتلك لغة بسيطة معبرة، وحوارا جيدا في غالبه، وتحرص على الأمانة التامة مع مجتمعها فتقدمه بدون زيف، وعبر محبة مليئة بالأسى  

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنات الأصول مجموعة قصصية جديدة لمنى طه بنات الأصول مجموعة قصصية جديدة لمنى طه



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya