الجيلالي الكدية يرافق شخصياته إلى عوالمالرماح الحمر
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

الجيلالي الكدية يرافق شخصياته إلى عوالم"الرماح الحمر"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجيلالي الكدية يرافق شخصياته إلى عوالم

الرباط - وكالات

-1- الدكتور الجيلالي الكدية، كاتب مغربي، هاجر بقلمه/ أدبه/ بحثه الثقافي، لفترة ليست بالقصيرة إلى لغة شكسبير، فاستوطن العالم الانجلوفوني ثقافيا، فأصبح له في هذه اللغة عشرات الأعمال المترجمة عن العربية، وعشرات الأعمال الإبداعية الموضوعة، إذ تفاعل وترابط معها، ولكن بالقيم العربية المغربية. وعلى أن انتاج الدكتور الكدية، غزيرا في الإبداع القصصي والنقد، فإنه فضل دائما أن يشتغل في الظل، بعيدا عن الأضواء. قراء الأدب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، يعرفونه حق المعرفة من خلال كتاباته المغربية/ من خلال قصصه القصيرة جدا بمفاهيمها العلمية والفنية/ من خلال الحكايات الشعبية المغربية الجذابة والممتعة. هناك بمهجره الثقافي/ بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الجامعات تدرس انتاجه الغزير../ قصصه الحكائية وعلاقتها بالمسكوت عنه، ذي الأبعاد الاجتماعية والنفسية والخرافية والتراثية، حيث يشتغل على انتاجه الإبداعي/ الثقافي العديد من الطلبة والأساتذة الأكاديميين، اعتبارا لموقعه المتميز في الأدب المغربي الحديث باللغة الانجليزية. -2- الدكتور الجلالي الكدية، الذي يغزو ساحة الأدب العالمي باللغة الانجليزية من موقعه بمدينة فاس، ليس من شك في أنه يبدع أيضا بلغته الأم، اللغة العربية، التي يعشق حسها الجمالي ويتذوق مكامن شاعريتها. في مجموعنه القصصية "الرماح الحمر" الصادرة حديثا عن مطابع الميديا بمدينة فاس، والتي قدمها للقراء الشاعر محمد السعيدي، يؤكد الأديب الكدية، على قدرته الإبداعية الفائقة، فهو ماهر في القص، يجيد الحكي، يمسك بتلابيب السرد في يسر ولين وهو أيضا، شاعر في اللغة، يتحكم بمهارة في أدواتها ويسمو بها إلى درجة الإبداع. في الرماح الحمر، تتعانق القصة الطويلة بالقصة القصيرة، وتتعانق هذه الأخيرة بالقصة القصيرة جدا، باقات إبداعية ذات نكهة سردية، يغترف فيها الكاتب، (بشهادة زميله الاستاذ محمد السعدي) من صميم الواقع، ومن صراعاته الحادة بين الخير والشر/ بين تناقضاته الطاحنة/ بين القوي والضعيف/ بين المعقول واللامعقول... يتنسم خلالها القارئ عبير القيم الإنسانية وصميم السمو الإبداعي(1). الرماح الحمر، تتحول من قطعة قصصية إلى أخرى، إلى ساحة واسعة من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، تتحول إلى نخبة واسعة من الشخصيات المؤثرة التي تنتمي إلى مختلف الشرائح والطبقات والفئات والحساسيات/ مجموعة من المشاهد الحكائية المبهرة، التي تقدم نفسها من خلال الأشخاص والقضايا والمواقف. من العطلة الضائعة/ إلى الطريق الذهبي/ ومن ساعي البريد/ إلى سارق أحلام... ومن دم الشرق/ إلى نهاية التاريخ/ ومن السؤال الذي لا يقاوم/ إلى وصمة حذاء/ مساحة واسعة من القصص والقضايا والمشاهد، يتماهى داخلها/ خارجها كاتبها المبدع/ مع أبطاله وشخصياته تماهيا لينا، يعيش بينها عيشا صميما، يرافقهم في أغوار نفوسهم وحركاتهم وسكناتهم، يحيي معهم معاناتهم وأفراحهم في مشاركة وجدانية مؤثرة(2). قص مكثف ذو نزعة موجزة ومقصدية رمزية، تقوم على خاصية التلميح والاقتضاب، تقوم على النفس الجمالي المتكئ على بلاغة اللغة... لغة البلاغة/ أنها لوحات قصصية شاعرية، لا تدعي التحليل والنقد، بقدر ما تتداخل معهما من خلال جوانبها الفنية والدلالية، من خلال اشكاليات الواقع بكل عنفه وجماليته، إنها تتداخل مع الواقع اليومي المعاش، بشكل موجز ومكثف بالإيحاء والتلميح المقصدي المطعم أحيانا بالسخرية، وأحيانا أخرى بالتهكمية. -3- إن قراءة متأنية لهذه المجموعة/ الرماح الحمر، تعطي الانطباع في بداية الأمر، أن كاتبها، بالإضافة حرصه على بعث رسائل مشفرة إلى شخصياته الافتراضية المليئة بالانتقادات الحادة والطافحة بالواقعية المتأزمة، فإنه حرص أكثر من ذلك على توجيه رسائل أخرى إلى الانسان المغربي الذي يعاني من التفاوت الطبقي/ من ويلات الفساد والفقر، والتي تكشف عن الأمراض والسلبيات والقضايا التي يمكن تصنيفها سياسية أو اقتصادية أو ثقافية في المشهد المغربي الراهن، بالإضافة إلى ذلك نرى أن الكاتب القاص، يلح على أن يجسد في مجموعته، المقومات السردية الأساسية في القصة الحديثة بالغرب: الأحداث/ الشخصيات/ الفضاء/ المنظور السردي/ البنية الزمنية، اضفة إلى توظيف أنماط الخاطرة (قصة الطريق (3)) أنماط اللوحة المشهدية (قصة سارق أحلام (4)) أنماط اللغر (قصة الحذاء (5)) و(قصة عرش النمس (6)) أنماط الحكمة (قصة نهاية التاريخ (7)) وهي أنماط سعت إلى توسيع شبكة الأجناس الأدبية، وتمديد رقعة نظرية الأدب بفنون جديدة أفرزتها ظروف العصر، وهو ما أعطى مجموعة الرماح الحمر، صفة الدرس النقدي في مفاهيم وأشكال وقيم القصة القصيرة... والقصيرة جدا/ الدرس الذي جعل القارئ مشدودا بقوة أمام شاعرية النص/ يسبح مع كاتبه في عالم التخييل/ يشارك الكاتب رؤيته الطلائعية، لماهية القصة القصيرة والقصيرة جدا. إنها مجموعة قصصية تستحق القراءة... والدرس. 1 - محمد السعيدي/ الرماح الحمر ص:7. 2 - محمد السعيدي/ تقدبم "الرماح الحمر" ص:6. 3 - ص: 36 4 - ص: 84 5 - ص: 106 6 - ص: 122 7 - ص: 158

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيلالي الكدية يرافق شخصياته إلى عوالمالرماح الحمر الجيلالي الكدية يرافق شخصياته إلى عوالمالرماح الحمر



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 03:12 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم مثيرة بالأحمر في أحدث إطلالة لها

GMT 02:41 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"فالدوس فليمس" وجهتك المفضّلة لقضاء أجمل شهر عسل

GMT 11:59 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استدعاء "ماريو" للتحقيق في ولاية أمن الرباط

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أمن أكادير يضع خطة محكمة لتأمين احتفالات رأس السنة

GMT 22:44 2019 الخميس ,11 تموز / يوليو

طريقة تحضير كيكة الفراولة المخملية

GMT 22:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

نجم كرة سابق يدعو محبيه إلى "الليلة الأخيرة"
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya