القاهرة - أ.ش.أ
يستضيف أتيليه القاهرة مساء يوم الثلاثاء المقبل ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "صانع الأحذية،" للقاص والروائي فاروق الحبالي، يشارك فيها الدكتور شاكر عبد الحميد، الدكتور عمار علي حسن، ويديرها الشاعر عادل جلال.
و"صانع الأحذية" الصادرة حديثا عن دار "الدار" فى 88 صفحة ، تضم 12 قصة قصيرة تحتفى بشخصيات مهمشة بحكم وجودها فى أسفل السلم الاجتماعي ، وأخرى جرى تهميشها عن عمد لاعتبارات سياسية ، مثل الجندى سليمان خاطر، الذى خضع لمحاكمة عسكرية لتصديه لمتسللين اسرائيليين عبر نقطة حدودية كان يتولى حراستها.
يهدي فاروق الحبالي قصة "الشرفة التي لازالت مفتوحة على العالم"، إلى روح "الشهيد سليمان خاطر" ، ويستدعى فيها ذكرى مذبحة بحر البقر التى ارتكبها طيارون إسرائيليون وراح ضحيتها عدد كبير من التلاميذ ، بمحافظة الشرقية ، ليؤكد أنها التصقت بكيان الطفل سليمان ، ولازمته حتى مثوله أمام سلطة التحقيق معه ، فلم يجد ما هو أقوى منها ليدافع به عن نفسه.
في تلك القصة وفي باقي قصص المجموعة، تتعدد وجوه سلطة القمع في تجلياتها المختلفة في مواجهة بشر لا حول لهم ولا قوة، فتهلكهم بلا رحمة.. أما اللغة ، فتتميز مع ذلك بالتكثيف الذي يضعها في كثير من الأحيان على تخوم الشعر ، ويتجلى ذلك منذ البداية فى الإهداء: "إلى المحبين إلى درجة التوق .. الرائعين إلى درجة السمو.. إليك ابنتي أروى وأنت يا ميرنا الحبيبة.. ومن اتسع لهم قلبي الصغير بحجم العالم".
وبحسب ما جاء على ظهر غلاف المجموعة فإن الذين يعرفون القاص فاروق الحبالي، لن تدهشهم براعته في إنشاء القصص القصيرة، فهذه ليست المرة الأولى التي يأخذنا فيها إلى عوالمه المدهشة وهو ينظر إلى العالم في تأمل، ويحاول التقاط التفاصيل الصغيرة التي لا يراها أحد، ناسجا منها مواقف غنية ومؤثرة وأحيانا ما تكون مربكة، تاركا للحكايات فرض واقعها الخاص الذي يأتي في نهاية الأمر مقنعا! فالتقاط الذكرى يمثل لديه البعد الأكثر عمقا، حتى لو كانت بلا إطار تاريخي، المصدر لديه يكمن في استعادة الحدث وصياغته بلغة فريدة ومنمقة لها شحنة تأثيرية لافتة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر