ندوة القرين ترصد مضامين لصورة العربي في السرد الغربي المعاصر
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

ندوة "القرين" ترصد مضامين لصورة العربي في السرد الغربي المعاصر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ندوة

ندوة "القرين"
الكويت - أ ش أ

ناقشت الندوة الفكرية الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي في دورته ال 21 التي اختتمت مساء أول أمس السبت خمسة أبحاث في محور (صورة العربي في السرد الغربي المعاصر).

البداية كانت مع د. منال حسني أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا عن "العربي في الرواية الفرنسية"، وذهبت إلى أن فرنسا تربطها علاقة طويلة ومعقدة مع العالم العربي ظهرت في الأدب الفرنسي منذ بدايات العصور الوسطى كنتيجة طبيعية للقرب الجغرافي النسبي مع عرب الأندلس من ناحية وللحروب الصليبية من ناحية أخرى ، وأنه نتيجة هذا القرب الجغرافي استخدم الأوروبيون عامة والفرنسيون خاصة العالم العربي بشكل صدامي كشاشة لعرض قلقهم وصراعاتهم بشأن هويتهم وما هم عليه.

وقالت حسني إن بداية الظهور العربي في السرد الفرنسي كانت من خلال شخصية العربي في القصص والروايات الخاصة بالأطفال والشباب ما بين سن العاشرة والسادسة عشرة ، وهي قصص وروايات مغامرات أبطالها من الفئة العمرية نفسها وتدور أحداثها في الجزائر ، مشيرة إلى أنه كان لهذه المؤلفات الواسعة الانتشار أثر عميق في تشكيل وعي أجيال كاملة من الفرنسيين وفي رسم صورة ذهنية لهذا الآخر العربي.

وأضافت أنه يمكن للباحث أن يلاحظ أن كل هذه النصوص على اختلاف مشارب كتابها ، تشترك في بعض المضامين المكررة.

وفي البحث الثاني المعنون بـ "العربي في الرواية الأمريكية" قالت الدكتورة ابريل ناجاج، أستاذ التاريخ بجامعة بوسطن، إن الذاكرة التاريخية الغربية تمثل المسلم الذي"يحمل السيف" صارخا كالرعد عبر مضيق جبل طارق أو يفرض الحصار على فيينا.. الرجل القديم في الجبال مع القتلة الذين يعيشون على المخدرات وقد جندوا لقتل القادة السياسيين وتجار الرقيق الأبيض وقراصنة برابرة قد تجسدت من جديد على هيئة قراصنة طائرات ومفجري السفارات وهم يخلقون ببشاعة خطوط غاز طويلة.

وحول تأثير أحداث يوم 9/11 على القصص الشعبية، قالت: كان الارهابيون بديلا عن الروسيين في اختيارهم في الرواية السياسية أو روايات الجاسوسية المشوقة، وهؤلاء الإرهابيون غالبا ما يكونون عربا أو مسلمين يأخذون أدوارا أهم وأكبر في الكتب ودائما كأشخاص سيئين وهم من يخسر في النهاية.

وفي جلسة أدارها د. هيثم الحاج علي، واستكمالات للمحور الثاني حول صورة العربي في السرد الغربي المعاصر، تحدث كل من: د. إكرام الشريف عن العربي في الرواية الانجليزية، د.خيري دومة عن العرب في الرواية الغربية، د.أحمد عبدالعزيز عن العربي في الرواية الاسبانية.

والحديث بدأ من عند الدكتورة إكرام الشريف الأستاذ المساعد بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا وقد بحثت حول (المسلمون في الأدب الإنجليزي من القرن ال16 إلى ال19 ميلادي) ولاحظت أن العرب والمسلمين والشرق أوسطيين ، مفردات تستخدم غالبا في وسائل الإعلام الدولية والثقافة الشعبية بشكل متبادل وكأنها تحمل المعني نفسه مما يؤدي الى مشكلة تضارب وخلط بين مدلولاتها في أذهان الناس العاديين وخاصة في الغرب.

وقالت الدكتورة إكرام الشريف إنه على الرغم من حقيقة أنه ليس كل العرب مسلمين وليس كل الشرق أوسطيين عربا وليس كل المسلمين عربا إلا أن وسائل الإعلام لا تقوم فقط بالجمع بين هذه المفردات بغض النظر عن التاريخ والعلاقات الخاصة بالعرق أو القومية أو اللغة ، لكن أيضا غالبا ما تكون مقولبة بشكل سلبي.

وأوضحت الشريف أن بعض الكتاب الغربيين يحللون صورة العرب والمسلمين في أفلام هوليود بدءا من الأفلام الصامتة إلى الوقت الحالي، غالبا ما تمثل الرجل العربي كقاتل متوحش ومغتصب أو متعصب ديني ومثلت المرأة العربية بعديد من الصور التي تحط من قدرها.

وفي البحث الرابع الذي قدمه أستاذ الأدب المقارن بجامعتي القاهرة والطائف الدكتور احمد عبدالعزيز حول (صورة العربي في الرواية الاسبانية المعاصرة) قال إن صورة العربي في الأدب الإسباني تشكلت من عدة عوامل وأهمها ديوان الحكايات والأغاني الشعبية الذي انعكس عليه الصراع الدائر بين الشعبين العربي المسلم والأوروبي المسيحي ، والعامل الثاني هو الاستعمار في العصر الحديث الذي لعب دورا خطيرا في تشكيل صورة العربي المسلم في العالم ، حيث سخر الاستشراق في خدمة أهدافه وقد نتج عن ذلك تصوير الشرق والإسلام بتصورات خاطئة مملوءة بالمغالطات وقدم صورا للاستعلاء الغربي على العرب والإسلام.

وتابع أن تلك الموجة من الاستشراق أو الاستعراب الإسباني المواكب للاستعمار سرعان ما راحت تخبو لتخلفها حركة المستعربين الإسبان الجدد العادلين في منتصف القرن العشرين.

وأشار الدكتور أحمد عبدالعزيز إلى أن الصورة في الأدب الإسباني امتدت لتشمل الأنواع الأدبية كلها شعرا ومسرحا وملحمة ورحلة ورواية وظل الجانب الأسطوري يطل برأسه بين الحين والآخر مشيرا أن ثمرة حركة المستعربين الإسبان الجدد مثلت في جانبين في صورة فتح الأندلس من جانب وتصوير نهاية الأندلس من جانب آخر.

وفي البحث الخامس والأخير من المحور الثاني حول (صورة العربي في الرواية الغربية) رأى الدكتور خيري دومة أستاذ اللغة العربية بكلية آداب القاهرة ، أن الصورة النمطية للعربي التي رسخت في وعي الأوروبيين لقرون عدة ، لا تحضر في فن الرواية إلا في شخصيات ثانوية عابرة مسطحة يستخدمها الكاتب الغربي في جملة ويفهمها القارئ على الفور ثم يمضي في طريقه لاستكمال العمل!

وأضاف دومة أن هذه الشخصيات الثانوية تحتاج إلى دراسة موسعة في الروايات الغربية ، أما حين يتحول العربي إلى بطل للرواية فيصعب تماما تحويله إلى شخصية نمطية من دون أن يضر ذلك ببناء الرواية وعمقها ، ذلك أن البطل هو العنصر البنائي الأساس في فن الرواية ولا إمكانية لرسم هذا البطل من دون تجسيد للطابع الإشكالي الملازم لصورته.

وأشار إلى أن الصورة الذهنية التي صنعها العرب والغربيون أحدهما للآخر هي صورة مركبة ومتعددة الوجوه إلى أبعد حد ، وهي نتاج لتراكم طبقات مستمرة من العلاقات التاريخية والجغرافية والسياسية والعسكرية والثقافية بين الطرفين منذ العصور الوسطى الأوروبية المسيحية ، زمن الحروب الصليبية على المشرق العربي والإسلامي.

واختتم دومة حديثه وبحثه بصورة صادمة للعربي والمسلم (الكافر والشهواني والبدائي) وقال إن هذه الصورة ترسخت في الرواية الغربية حتى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي بداية القرن الحادي والعشرين وما أعقبها من جماعات تنشق عنها الأرض حيث ترسخت صورة العربي (أصوليا وإرهابيا وشهوانيا).

 

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندوة القرين ترصد مضامين لصورة العربي في السرد الغربي المعاصر ندوة القرين ترصد مضامين لصورة العربي في السرد الغربي المعاصر



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 13:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"ميلان" يرغب في الحصول على خدمات المهاجم ماركوس راشفورد

GMT 10:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تعرف على أفضل "المتاهات الثلجية" حول العالم

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محافظ الخرج يلتقي أعضاء المجلس المحلي الجديد

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya