تونس - كوثر الشائبي ، فضة خليفة
نُظِّمَت اليوم السبت ندوة فكرية بعنوان "ذاكرة المدن في الأدب التونسي"، في المركب الشبابي "17 ديسمبر"، في إطار فعاليات الدورة 26 لمهرجان مرآة الوسط الثقافي بسيدي بوزيد، بحضور شعراء وأدباء من عدد من الولايات. وافتتح الندوة الكاتب والصحافي محمود حرشاني رئيس جمعية النهوض بمجلة مرآة الوسط ومدير المهرجان.
وأكد حرشاني أهمية اختيار هذا المحور ليكون موضوعا للندوة الفكرية للمهرجان باعتبار ارتباط المدينة والمكان عمومًا بذاكرة الكاتب في كل كتاباته. ملاحظًا أن المبدعين من روائيين وشعراء وقصاصين ومسرحيين استطاعوا بحسهم المرهف أن يستوعبوا المكان بكل تجلياته في كتاباتهم الإبداعية. بل أن عديدًا من المعالم في المدن العربية اندثرت تمامًا من الخارطة ولم تعد موجودة إلا في كتابات المبدعين. وإثر ذلك أحال الأستاذ محمود حرشاني الكلمة إلى الكاتب والقصاص عبد العزيز فاخت ليترأس الجلسة ويوزع الكلمة بين المحاضرين. فعبَّر بدوره عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان الكبير، وأن يتم تكليفه برئاسة الندوة الفكرية التي تعد أهم فقرة في المهرجان.
وتم خلال الندوة تقديم 3 مداخلات بعنوان "ذاكرة المدينة في المسرح"، للباحث حاتم النقاطي و"ذاكرة المدن في الأدب التونسي الحديث"، للباحث بلقاسم برهومي ومداخلة ثالثة للشاعر عبد السلام شعيبي بعنوان "ذاكرة المدن في النص الشعري التونسي الحديث". وتطرق حاتم النقاطي إلى تاريخ مدينة القيروان انطلاقا مما كتب عنها في أدب ووصفها بأنها " مدينة أثرية ذات قيمة ورمزية تاريخية كبيرة تجتمع فيها كل الفنون وتتجلى بها مراحل التطور الانساني "، مؤكدا أن "المدينة تتجاوز الحيز المكاني لتصبح المدينة الرمز على غرار مدينة سيدي بوزيد في علاقة بأحداث الثورة التونسية".
ومن جهته بين بلقاسم برهومي أن المدن ترتبط بنشأة الأدباء في كتاباتهم واستعرض عدد من المدن التونسية التي ذكرت في الكتب و"ذاع صيتها وعرفت من خلال ما وصفت به أدبيا". على غرار القيروان وقفصة وقمودة بسيدي بوزيد ومن جانبه تعرض عبد السلام شعيبي إلى ظاهرة تخليد المدن والقرى وحفظها في الذاكرة عبر العصور عن طريق ذكرها في الشعر واستعرض أبياتًا شعرية ذكرت فيها مدينة سيدي بوزيد مشددًا على أن "التأريخ والتوثيق الديني والأدبي والإجتماعي يمكن أن يعتمد على ما ذكر حول المدن في الشعر". كما ذكر أن المدينة تنساب شعرًا وكلامًا لذيذًا على ألسنة الشعراء، وقد أثارت هذه المداخلات نقاشًا مستفيضًا بين الحاضرين، حيث ذكرت العديد من التجارب في هذا المجال مثل تجربة الروائي المغربي محمد شكري، والروائي المصري نجيب محفوظ، والكاتب المغربي الطاهر بن جلون، والكاتب التونسي عبد القادر بنم الحاج نصر في عدد من رواياته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر