ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب

القاهره - هديل يوسف

برغم مظـاهر الحداثة والتطور وتغير كثير من العادات والتقاليد، وانتشار ابتكارات الشباب في الاحتفال بعيد الحب، وفيما يتبارى العشاق لتبادل باقات الزهور وبطاقات المعايدة بعيد الحب الذي يحل في 14 شباط/فبراير من كل عام، فهناك مصريون كثر يأخذهم الشوق إلى استعادة مظاهر الحب في زمن أجدادهم الفراعنة الذين تسجل جدران معابدهم ومقابرهم صوراً لاحتفالهم بالحب والعشق في مصر القديمة. وتؤكد الباحثة المصرية دعاء مهران أنّ "المحبين والعشاق في مصر القديمة كانوا يهدون الورود والزهور لمن يحبون، وأن إهداء الزهور للمحبوب عرفه المصريون قبل آلاف السنين، حيث كان للزهور مكانه كبيرة في نفوس قدماء المصريين، وكانت زهرة اللوتس هي رمز البلاد". وأوضحت أنه "كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته، وتزخر مقابر مدينة الأقصر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلألئة بينما تمد زوجته ومحبوبته يدها لتقطف زهرة لوتس". وتشير إلى أنّ "أعواد اللوتس كانت تقدم ملفوفة حول باقات مشكّلة من نبات البردي ونباتات أخرى، كما تشكل باقات الورود اليوم أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفةً في طراز لوتسي يحاكي باقات براعم الزهور". وتؤكد الباحثة في مركز "إيزيس" لبحوث المرأة، في مدينة الأقصر التاريخية شيرين النجار، أنّ الفراعنة جعلوا من فصل الربيع موسماً للحب والعشاق، وأن المصري القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها في احتفالية يطلق عليها "الوليمة"، وأن مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر حوت عشرات اللوحات التي تصوّر احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته. وتوضح أن الفراعنة اعتمدوا على التصوير في التعبير عما يكنونه من مشاعر في داخلهم قد لا يستطيعون التعبير عنها في نصوصهم، إلى جانب وجود العشرات من قطع الـ"أوستراكا" وقطع الفخار التي سجل عليها المصري القديم مشاعر حبه ولوعته، مثل وصف أحدهم معشوقته في إحدى المخطوطات القديمة "إنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها أجمل جميلات العالم، انظر تلك التي تتألق والتي تبرق بشرتها بريقاً رقيقاً، ولها عينان تملكان نظرة صافية وشفتان بنطق رقيق، هي ذات العنق الطويل والصدر المتألق. شعرها ذو لون لامع، وأصابعها تشبه كؤوس زهرة اللوتس، إنها ذات خصر نحيل، ذات مشية متسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض". ويشير عالم المصريات محمد يحيى عويضة إلى أنّ المصريين القدماء كانوا يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر عاطفية نبيلة، وكانت احتفالاتهم ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، وكان للاحتفالات دور مهم في حياتهم فكانت في كل العصور هناك أعياد جديدة تضاف، وأن الأعياد كانت مناسبة لديهم لإقامة أفراح عظيمة تغنّى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في المواكب مع أصوات القيثارات وأغاني الغرام والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص. ويوضح عويضة أن هناك نصوصاً ترجع إلى عصور الفراعنة تسجل ما عبرت به المرأة الفرعونية لمحبوبها وزوجها مثل قول إحداهن "لا يفكر قلبي إلا في حبك، أهرع مسرعة نحوك بشعري غير المرتب، لكنني سأعد خصلات شعري وأكون جاهزة للقائك في لحظة". كما أولى الفراعنة القلب مكانة كبيرة وكانوا يعتقدون أنه مركز الحياة الجسدية والعاطفية، وعبّر قدماء المصريين عن المشاعر وحالات الروح ومميزات الأخلاق والمزاج بمصطلحات شتى تشير إلى القلب، فوصفوا السعيد بأنه رحب الفؤاد، ووصفوا المكتئب بأنه ضيق القلب، وجمع أحد علماء المصريات 350 مصطلحاً مصرياً قديماً يتحدث عن القلب ومكانته. كما تشير الباحثة الأثرية المصرية منى فتحي إلى أنه "على رغم كثرة النصوص العاطفية في الأدب المصري القديم واهتمام الفراعنة رجالاً ونساء بالتعبير عن عواطفهم تجاه المحبوب، فإن ذلك كان يتم في خجل. ويرجع تاريخ غالبية قصائد الغرام الفرعوني إلى الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين". ونظمت قصائد الغرام لتهدى إلى المحبوب أو لتغنى في حفلات ساهرة بمصاحبة الناي والقيثارة، وكانت تلك القصائد تعبر عن عواطف جياشة تجعل "الأشجار تتكلم والطيور تشقشق".

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب ورود وقصائد وقلوب تدخل ضمن احتفالات الفراعنة بعيد الحب



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 20:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

حالات الغش في امتحان البكالوريا بلغت 141 حالة

GMT 11:57 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

مقهى Ailuromania تقصده الفتيات المهووسات بالقطط

GMT 03:08 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

المعطف الواقي من المطر لا يزال يحتفظ برونقه في 2017

GMT 16:51 2016 السبت ,06 شباط / فبراير

صدور رواية "عريس دوبلير" لشيماء عفيفي

GMT 08:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي ينطلق الخميس بمشاركة أردنية

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

إحدى ضحايا هجوم إسطنبول تتوقع وفاتها عبر "فيسبوك"
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya