يسلط مهرجان برلين السينمائي في دورته هذا العام الضوء على السينما العربية التي تعكس كثير من افلامها الجديدة التغيرات الكبرى والاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تعيشها بلدانها.
ويعرض المهرجان فيلم "نحبك هادي" للتونسي محمد بن عطية، وهو اول فيلم عربي يشارك في مسابقة مهرجان برلين منذ عشرين عاما، وهو يروي احداثا جرت في تونس بعد الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، من خلال قصة شاب يتعرف على امرأة تجعله يطرح الشك بكل مفاهيمه.
ويقول محمد بن عطية لمراسل وكالة فرانس برس "قصة الحب مهمة، لكنها ثانوية مقارنة بما يجري حولها، الفيلم يتناول الثورة السياسية والشخصية ايضا".
ويعرض المهرجان فيلم "بركة يقابل بركة"، للمخرج السعودي محمود صباغ، وهو فيلم كوميدي عاطفي يصور علاقة بين ناشطة على مواقع التواصل وموظف شاب والصعوبات في عيش علاقتهما في العلن.
ويقول محمود صباغ لمراسل فرانس برس "اردت ان اصنع فيلما عن الشباب السعودي، فيلم عن واقع هذا الجيل في ظل القيود السياسية والاجتماعية".
ومن الافلام المعروضة في المهرجان ايضا "آخر ايام المدينة" للمخرج المصري تامر السعيد الذي يقص الازمة النفسية العاصفة بمخرج شاب في القاهرة. وقد انتهى تصوير هذا الفيلم في كانون الاول/ديسمبر من العام 2010، اي قبل اسابيع على اندلاع الثورة التي اطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وبحسب المخرج، فان الفيلم الذي صور في القاهرة وبغداد وبيروت انجز في "ظروف معقدة" اذ "كان ينبغي التقاط لحظات حياتية مكثفة في هذه المنطقة" توثق للاحداث التي جرت في تسع سنوات.
ومن الافلام التي اختارها المهرجان "مادة سحرية تسري في داخلي" للفلسطينية جمانة مناع، وهو وثائقي يقتفي اثر عالم الموسيقى اليهودي الالماني روبرت لاخمان (1892-1939) الذي قصد فلسطين عام 1935 للبحث في التقاليد الموسيقية العربية والعبرية في المنطقة.
ويظهر الفيلم "الترابط بين الهويات التي اصبحت متنافرة بعضها عن بعض"، وفق المخرجة الشابة المقيمة في برلين.
ويعرض ايضا فيلم "كل واحد وخادمته" للبناني ماهر أبي سمرا، وهو يصور الحياة اليومية في شركة لاستقدام عاملات الاجنبيات في بيروت، ملقيا الضوء على اوضاع العاملات الافريقيات والاسيويات البالغ عددهن 200 الف في لبنان، حيث تتردد بين الحين والآخر اخبار عن سوء معاملة وتنشط حملات مدنية للدفاع عن حقوقهن، وحيث تنتحر عاملة اجنبية كل اسبوع في المعدل، بحسب الفيلم.
وقال ابي سمرا لمراسل فرانس برس "كان مهما لي ان اعمل على فكرة كيف يصبح المهاجرون وكأنهم غير موجودين" في المجتمع، راغبا في كشف المنطق السائد في الحياة اليومية للبنانيين عن العمال الاجانب.
وتستمر المسابقة الرسمية حتى 20 شباط/فبراير بمشاركة 18 فيلما، من ضمنها الفيلم التونسي، اما باقي الافلام العربية فهي تعرض ولا تشارك في المسابقة.
ومع انتهاء المسابقة تمنح لجنة التحكيم جائزة الدب الذهبي.
وكان المهرجان منح العام الماضي جائزته الكبرى الى المخرج الايراني المعارض جعفر بناهي عن فيلمه "تاكسي" الذي صور سرا في ايران مكرسا بذلك سمعته كمهرجان ملتزم.
وينظم مهرجان برلين السينمائي في دورته الستين مبادرات لصالح اللاجئين، مع حملات لجمع التبرعات ودعوات لحضور العروض وللمشاركة في دورة تدريبية إلى جانب المنظمين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر