مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

مؤتمر أنفا .. عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مؤتمر أنفا .. عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية

مؤتمر أنفا
الدار البيضاء - المغرب اليوم

شكلت العشرة أيام، التي استغرقها مؤتمر أنفا الذي احتضنته الدار البيضاء ما بين 14 و24 يناير من العام 1943، المحطة التاريخية التي غيّرت مجرى الأحداث خلال النصف الأول من القرن العشرين، والتي شكلت انطلاقة مرحلة جديدة في العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وخطوة محورية في تاريخ الحركة النضالية المغربية نحو استقلال المملكة.

إن السياق العام الذي انعقد فيه المؤتمر هو سياق الحرب العالمية الثانية التي كان المغرب مشاركا فيها بموجب رسالة سلطانية تليت بالمساجد، إلى جانب دخول دول المحور للتراب الفرنسي، ونزول جيوش الحلفاء بالمغرب، مع ما سبقها من مراسلات بين أمريكا والمغرب، حيث إن المغاربة عقدوا آمالا كبيرة على مشاركة المغرب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء وحضور السلطان محمد الخامس مؤتمر أنفا، من أجل ضمان مساندة قوية لنضال الشعب المغربي وكفاحه في سبيل الحرية والانعتاق.

في هذا المؤتمر، الذي جمع الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفيلت ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل والجنرال الفرنسي شارل دوغول والسلطان محمد الخامس، جرى التوافق بين الحلفاء بشأن السيناريوهات المختلفة لتحقيق النصر في الحرب، وإجبار دول المحور على الاستسلام دون شروط.

وقد استطاع المغرب، بفضل الحضور القوي للملك محمد الخامس، أن يطرح قضية استقلال المغرب أمام قادة الحلفاء (الولايات المتحدة، وبريطانيا العظمى وفرنسا)، واقتراح انضمام المملكة إلى معاهدة حلف الأطلسي، ومن تم تأكيد أهميتها الإستراتيجية، على الرغم من خضوعها لنظام الحماية الذي كان مفروضا عليها في تلك الفترة، وإسهامها في وضع أسس نظام عالمي جديد لما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقد اغتنم السلطان محمد الخامس فرصة احتضان المغرب لهذا المؤتمر لمناقشة قضية استقلال المملكة، ومطالبها المشروعة مع الرئيس روزفلت الذي عبر عن تأييده لهذه المطالب، ودعمه لنضاله من أجل الاستقلال، وهو الذي كان مصمما على تنفيذ بنود معاهدة حلف الأطلسي المصادق عليها من طرف الحلفاء سنة 1941، والتي ارتكزت على الخصوص على الدفاع عن الحرية وعن استقلال الشعوب.

ففي هذا المؤتمر، استقبل السلطان محمد الخامس من طرف فرانكلين روزفيلت، ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل، كممثل لشعب حليف وصديق يحتل بلده مكانة هامة في إستراتيجية التحالف الغربي، وفي تكريس المثل العليا للسلام والحرية عبر العالم.

وتولى الرئيس الأمريكي مهمة الإعلان عن القرارات المهمة التي اتخذت في المؤتمر يوم 12 فبراير 1943 في خطاب إذاعي، مشيرا إلى أن المؤتمر سيكون بداية مسار لتحقيق السلم والأمن وبداية جديدة في تاريخ الإنسانية المعاصر، ومعربا عن تأييده لمطالب المغرب، بعدما وصف طموحه باستعادة حريته بالمعقول وأن مكافأة الحلفاء له واجب.

وتبعا لذلك، فما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا حتى هيأت نخبة من الوطنيين عريضة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، بتشجيع وتزكية من السلطان محمد الخامس الذي كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات، وانتقاء الشخصيات التي ستكلف بتقديمها مع مراعاة تمثيل جميع الشرائح الاجتماعية وكل المناطق لتكون لجميع المغاربة بصمتهم في هذا الحدث المهم في تاريخ البلاد.

وبذلك يكون المؤتمر قد فتح آفاقا جديدة للعمل السياسي أمام الحركة الوطنية، ومكنها من الحصول على دعم دولي لمطالبها المشروعة، والمتمثلة في الحرية والاستقلال؛ بل إن القرارات المتمخضة عنه أرست دعائم مبدأ حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاستعمار، وفاصلا بين مرحلتين متباينتين من تاريخ الإنسانية جمعاء.

إن مؤتمر أنفا كمحطة من تاريخ المغرب المعاصر وعلامة فارقة في الذاكرة الجماعية ليس فقط بالنسبة للمغاربة، بل لشعوب العالم أجمع، تجسيد فعلي للثوابت التي قامت عليها المملكة المغربية ودورها، الذي شهد به زعماء العالم حينذاك، كدولة تعمل من أجل الحرية والديمقراطية والسلم العالمي.

قد يهمك ايضا

برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية مؤتمر أنفا  عشرة أيام غيرت المغرب والإنسانية



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 06:09 2018 الخميس ,15 شباط / فبراير

بحث يؤكد أن صعود الدرج يُساعد على خفض ضغط الدم

GMT 08:11 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوضّح سلوكيات روّاد "فيسبوك" و"تويتر"

GMT 04:24 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الإصابات تضرب بعضًا من كبار اللاعبين في رياضة التنس

GMT 02:53 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إنقاذ امرأة حامل ورضيعها في ظروف صعبة وسط الثلوج في إملشيل
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya