الجرش ـ المغرب اليوم
أحيت الفنانة اللبنانية كارول سماحة مساء السبت حفلا فنيا على المسرح الجنوبي لمهرجان جرش للثقافة والفنون في أول تجربة لها في المهرجان. وعلى غير المتوقع لم يحظ الحفل بإقبال جماهيري، مما أربك إدارة المهرجان التي قررت فتح المسرح أمام مواطني جرش بالمجان لإكمال الحفل من أجل إنقاذ الموقف. وعلى الرغم من ذلك غنت كارول بصوتها اللبناني العذب كأنها تقول للجماهير التي حضرت لها، ما زالت هناك بقية من فرح جميل، وما زال هناك فن محترم يعجب الناس. طلت كارول على المسرح كأميرة بفستانها الأحمر، وبصوتها الندي، حاملة في قلبها حبا لجرش ولجمهوره، الذي كان حلما على حد قولها، وبدأت ليلتها بأغنية «يحكو عني إلى بدون يحكو»، والتي أخذت الجمهور بلحنها وكلمتها العذبة. «من أول ما التقينا أنا وياك» كانت ثاني أغاني سماحة والتي أبهجت الجمهور بجمال أدائها، لتتبعها بأغنية «اطلع في هيك» وهي من أكثر أعمالها شهرة. «أنا قلبي حاسس قوي» تبقي الفنانة اللبنانية الجماهير بهذه الأغنية بأجواء هادئة عابقة بالحس وبعيدة عن صخب الرقص، لكنها لم تجعله تنتظر طويلا حين بدأت بتشجيع الجمهور بالغناء والتصفيق معها بأغنية «أضواء الشهرة» ذات الإيقاعات السريعة. بأغنية «مش معقول» كانت سادس أغنياتها، بتفاعل جميل من حضور جرش، لتغني بعدها «شلتك من قلبي ومن عقلي» التي تحمل طابع المرأة القوية بشخصيتها المستقلة، ثم كانت «راجع تسأل عني» بتنويعات الموسيقى التي لعبت في كل هذه الأغنيات. كما قدمت كارول وصلة من الغناء القديم لفيروز ووديع الصافي وطوني حنا، تحت تصفيق وترحيب كبير بهذه الأغاني التي لا تنسى، «دقوا المهابيش» لفيروز، «شردلي غزال» لطوني حنا، و«عندك بحرية» لوديع الصافي. وعادت من بعد هذه الوصلة لأغانيها الخاصة من قديمها وجديدها، وأغنية «اسمعني شو بدي قول» بإيقاعاتها الراقصة الغربية التي راقصت الحاضرين بأمكنتهم، ثم أغنية «يا علي» التي هي أقرب إلى التراث اللبناني الجبلي بلحنها وكلماتها. وبرومانسية عارمة كانت أغنية «أول مرة بحياتي» التي تحدثت بالحب الكبير الأغنية الرابعة عشرة في ليلة الفنانة اللبنانية، عن الحياة وما نمر به من فقد وحزن وفرح قدمت سماحة أغنية «واتعودت»، لتكرر وصلة أخرى بشكل جديد من أغنيات قديمة معروفة منحتها كلمات جديدة تحدثت بها عن الأرض والوطن بأغنية «وحشاني الدنيا في بلدي». وختمت سماحة ليلتها بأغنية عن الأرض والإنسان بأغنية «أنت مين» رافضة النزيف المجاني للدماء، وذخيرة الحرب وظلمنا الواقع على بعضنا، داعية إلى الخير والسلام. وكانت الفنانة سماحة قد عبرت عن خالص شكرها لإدارة مهرجان جرش لمشاركتها لأول مرة في تاريخها الفني وقالت للصحافيين: «عشت أجمل لحظاتي في جرش». وتابعت: «أشكر اللجنة العليا لمهرجان جرش على إتاحتهم الفرصة لي للمشاركة»، مؤكدة أن جرش أضاف بصمة في مسيرتها الفنية. وتحدثت الفنانة سماحة للجمهور، حيث قالت: «لقد وقفت على مسارح عالمية كثيرة، لكنني منذ وقت وأنا أنتظر لحظة المشاركة في مهرجان جرش، والوقوف على مسرحه الجنوبي». ومن الجدير بالذكر، أن الفنانة كارول سماحة بدأت مشوارها الفني في فترة قصيرة من بيت «الرحابنة»، وكان أول ألبوم لها «حلم 2003»، كما حصلت على لقب أفضل مطربة لعام 2004، كما حصلت أيضا على جائزة «الميروكس» لعام 2010 عن ألبومها «حدودي والسماء». على صعيد آخر، انطلق على مسرح محمود أبو غريب في المركز الثقافي الملكي بعمان برنامج «بشاير جرش 2013» الذي يشكل تجربة ثقافية متنوعة تهتم بقطاع الشباب. وقال المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة في كلمة له في افتتاح البرنامج، إن المهرجان لم يعد ملكا لهوية محددة أو بلد معين، بل ملك للإنسانية بفضل القيادة الهاشمية التي رسخت نعمة الأمن والأمان. وأضاف: «إننا نتطلع لأن يكون المشاركون في المهرجان نجوم مهرجان جرش، وإننا لن نتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم للبرنامج الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الجديدة في مجال الإبداع المتنوع والآخذ بيدها لأضواء النجومية والشهرة، وهذا يشكل جزءا مركزيا من رسالة جرش الحضارية خاصة بعد النجاح الذي حققه البرنامج في دورته الأولى العام الماضي». كما أقيمت أمسية شعرية على مسرح أرتيمس بجرش، ضمن فعاليات برنامج الشعر في مهرجان جرش 2013، شارك فيها الشعراء: يوسف المحمود وسميح محسن من فلسطين، وعمر العامري، ويوسف عبد العزيز ولؤي أحمد، وأدارها الأديب محمد سلام جميعان، الذي لفت إلى جوهر الشعر بصفته «حلمنا الباقي الذي يقف في وجه العدل الكاذب، والحب الخائف، والقوة الطائشة». "الشرق الأوسط"