الرباط ـ وم ع
اختُتِم مهرجان الجاز، مساء الأحد، في موقع شالة الأثري (الرباط) بحفل لمجوعة دانييل كاساريس "غرينكا 75" (إسبانيا) والسداسيّ غورمي (فنلندا) ولقاء مع خماسيّ بنات الهواريات (المغرب). وتم ذلك بمشاركة فرق الرباعي سابينا ياناتو سالونيكو (اليونان) والثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك ولقاء مع ثلاثي كريم القادري (المغرب)، حيث صدحت الموسيقى في جنبات الموقع الأثريّ صاخبة حينًا، هادئة أحيانًا، وتبعث على الشجن في غالب الأحيان. وقضى كريم القادري خمس عشرة سنة في الولايات المتحدة الأميركية، تشبّع فيها بموسيقى جون كولترانس وشيك كوريا قبل أن يعود إلى المغرب، حيث بدأ إبحاره عميقَا في ارتجال موسيقى جاز معاصرة شرقية غير مسبوقة. ويعد كريم القادري موسيقيًا حالمًا وطموحًا، يُحيي الجاز الصوفيّ، ويبدع طربًا غير مسبوق؛ وقدَّم، السبت، الجاز بصيغته الخاصة، بعد أن التحق بمجموعته الثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك، مبتكرًا ألحانًا تؤْثِر العود والطبول والباص والكونطرباس. وكما درجت العادة في هذه الدورة، فإن الثنائيّ الذي التحق بمجموعة كريم القادري، كان قدَّم وصلات موسيقية فريدة من نوعها، وهو مكون من الفنانة أسجا فالسيك والفنان كلاوس بايير، عملا لمدة تناهز الساعة على تفريغ ذوات الحاضرين من شحنات التوتر والضغط المرتبط بالعمل طيلة الأسبوع، إلى مراتع الحلم والصفاء اللامتناهي. إن الثنائي كلاوس بايير وأسجا فالسيك، مشروع موسيقي بُنِي على عمودين من أعمدة الفن؛ فصاحبا المسار الدوليّ هذان ساهما معًا في شقّ دروب جديدة للونيهما الموسيقيَّيْن، فقد كان كلاوس بايير، الملحن وعازف الأكورديون والبوندنيون يعزف منفردًا أو مع موسيقيين آخرين قبل أن يلتقي شريكه الكرواتي، وآسجا فالسيك، عازفة كمان بدأت مشوارها داخل رباعي وتريّ، ثم عملت منفردة تحت إشراف معلمين معروفين، أو داخل مجموعات كلاسيكية معاصرة معروفة قبل أن تميل إلى الجاز. وطور الثنائيّ معًا صيغة فريدة، التحمت عوالمهما الموسيقية وامتزجت آلاتهما لكي تصدح بمقامات معاصرة، وقبل ذلك كان الرباعيّ سابينا ياناتو سالونيكو (اليونان) قد وقّع نغمات تمزج بين الموسيقى التقليدية المنحدرة من أوروبا الشرقية وتلك المنحدرة من فلسطين، مع إيثار الإبداع إلى أبعد حد. ولعل سابينا ياناتو باختيارها هذه المفارقات الغريبة قد تُحدث لبسًا لدى المستمع، ولكنها لا تحيد أبدًا بألحانها عن أنغام موسيقية أصيلة. وكانت أمسية مساء الجمعة متميزة بعزف مجموعة نويبو تانغو (إيطاليا) والرباعي تمارا أوبروفاك (كرواتيا، سلوفينيا)، ولقاء مع مجموعة رشيد زروال (المغرب).