سلا - المغرب اليوم
تمكنت المخرجة السعودية، هيفاء منصور، من الدخول إلى مجال السينما بحدوثة سينمائية سعودية، ممتعة وتنهض على رؤية وتمكن نوعي من أدوات القول السينمائي. فيلم"وجدة"، فيلم سينمائي/طفولي، إذ من خلاله تمكنت المخرجة، وهي في مراحلها الأولى، أن تنزع تصفيقات الجمهور بكل مكوناته المهنية والعامة والإعلامية، هنا بمدينة سلا المغربية، في مهرجانها الدولي السينمائي، المتخصص في سينما المرأة، وفي دورته السابعة. قصة الفيلم تتعلق بالطفلة "وجدة" المتابعة لدراستها، الحالمة بأن تسوق دراجة عادية، حلم تمكنت المخرجة بأن تجعله خيطا حكائيا، جعلنا نطل على العديد من طبيعة العيش اليومي في السعودية، بما فيها طبيعة اليد العاملة الأجنبية، وكذا طبيعة الفضاءات السعودية، بلغة سينمائية، تدل على أن المخرجة، تملكت جزءا مهما من الأدوات السينمائية، مما يؤكد أنها أن ستبصم المشهد السينمائي العربي بشكل عام ، بنوعية فيلمية جميلة ودالة. وجدة الفتاة، التي عبرها "تلصصت" المخرجة، فنيا، على العديد من الأمكنة والأزمنة الليلية، لكن حلم سياقة دراجة، يبقى المستهدف القوي واللحظة التي صنعت من خلالها المخرجة، حلم المتفرج، لاسيما وأن الكل تماهى مع الطفلة وجدة، التي تفننت في هذا الدور الرئيسي، مما يؤكد نجاح إدارتها تمثيليا. وجدة ستتمكن من الفوز بجائزة مدرسية مالية، في موضوع القرآن الكريم، لكونها استطاعت حفظ مجموعة من الأحزاب، وتجويدها بشكل مفرح للجميع( أسرة ومدرسات الخ)، لكنها حينما سئلت حول كيفية صرفها لهذا المبلغ المالي، قالت إنها ستشتري به دراجة، مما جعل الكل يضحك/يسخر، من هذا الحلم الطفولي الجميل، بل كان رد مسؤولة بالمدرسة قاسيا، من جهة، ومن جهة أخرى شجعتها على أن تصدقه لفائدة فلسطين. كل مكونات الفيلم الشخوصية والزمنية والمكانية الخ، جذبت المتفرج وجعلته يقبل بشكل كبير على معرفة ما ستقدمه هذه المخرجة السعودية الواعدة والصاعدة. ما أروع نهاية الفيلم، حيث، وعلى الرغم من كونها لم تستطع شراء الدراجة بهديتها التي راحت لفلسطين، كما قالت لذلك الطفل/الجار الذي علمها سياقة الدراجة، لكن الأم استطاعت أن تحقق لها الحلم، لتمارس لعبة السباق مع الطفل الذي علمها وكان في البدء يتفاخر عليها بهذه اللعبة/ الآلة "الذكورية"، سباق استطاعت من خلاله أن تتفوق على جارها/صديقها الطفل، في أزقة سعودية صغرى، في اتجاه الطريق السيار الكبير، الذي تأملته وهي فرحة بهذه النشوة، نشوة الانتصار وتحقيق الحلم/السياقة والتخلص من مجموعة من التمثلات. وقفة تأملية لحركية السيارات، لا تخلو من متعة الإحساس بالانتصار، وقفة هي الأخرى تنهض على رؤية سيميولوجية قوية، تؤكد ان المخرجة واعية بما يجري في مجتمعها.