غزة -المغرب اليوم
بينما كان ينتظر المواطن محمد خماش، على أحر من الجمر نقل زوجته إلى مستشفى شهداء الأقصى لتضع مولودتها الجديدة، بدد صاروخاً إسرائيلياً هذا الحلم، ونقل خماش مع زوجته وطفلته إلى المستشفى، وعلى الفور سابق الأطباء لإنقاذ ثلاثتهم غير أن الأب المكلوم فاق من آلامه على خبر استشهاد زوجته وطفلته، ثم عاد ليدخل في غيبوبة مرة أخرى بحقنة مهدئة.
إيناس خماش «23 عاماً» كانت في الشهر التاسع من حملها، بعدما أنجبت طفلتها الأولى بيان «عام ونصف العام»، وكانت على بعد ساعات من إنجاب طفلتها رزان، هذا الاسم الذي أحبته، وقررت إطلاقه على طفلتها الجديدة.
بدد كل هذه الأحلام الجميلة والحياة البسيطة صاروخ إسرائيلي، استهدف منزل، محمد، منتصف الليلة الماضية، بعد جولة تصعيد بين المقاومة في غزة وإسرائيل، وأصاب الأسرة بشكل مباشر، وعلى أثره تم نقل إيناس وطفلتها أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
صدمة كبيرة حلت على عائلة خماش، فبعدما ودعوا ابنهم مختار شهيداً قبل عدة أشهر بعد مشاركته في مسيرة العودة يوم نقل السفارة الأميركية للقدس، يودعون اليوم حفيدتهم الطفلة بيان ووالدتها إيناس، فيما يرفع رب الأسرة يديه بين الفنية والأخرى للدعاء لنجله بالشفاء.
منزل خماش يظهر مدى الحياة البسيطة التي يعيشها محمد مع أسرته، فجلس في لحظاته الأخيرة مع زوجته وطفلته في مكان غربي آمن بعيداً عن الجهة المقابلة للسياج الفاصل شرق دير البلح، ولكن إسرائيل لاحقته في أكثر الأماكن أمناً في بيته، واستهدفته بصاروخ دمر الأسرة والمنزل.
وأصبح البيت الذي لم يتبق من أهله إلا الأب مسرحاً للجريمة الإسرائيلية، فدماء إيناس وطفلتها بيان لطخت جدران المنزل، وحول لونها إلى اللون الأحمر، كما اختلطت ألعاب الأطفال بالدماء، وانتشرت شظايا الصاروخ في غرفة النوم، ولم يتبقَ سوى بعض الدواجن التي يرعاها محمد في إحدى زوايا منزله، تبحث عمن يطعمها بعد رحيل الأسرة.
وكتبت الشهيدة إيناس خماش لطفلتها على صفحتها على الفيسبوك قبل رحيلها: «فأنا لأجلك سأصنع أي شيء»، ووضعت صورة طفلتها تسير في المنزل، ثم كتبت مرة أخرى:«كوني بقربي دائماً، خففي من ضجيج الحياة بصوتك، أخبريني أنه لا شيء سيئ وأنت بالقرب مني»، فرحل كلاهما.