بغداد ـ واب
بعد تزايد أبراج شبكات الإتصالات ومنظومات الأنترنت وسط الأحياء السكنية، وذلك للإستحواذ على أكبر عدد من المشتركين، حذر مختصون في شؤون البيئة من تزايد أعداد هذه الأبراج لما لها من أضرار صحية على حياة المواطنين لاسيما القريبين منها.
وقال المهندس البيئي ناصر سرور الجنابي أن "وجود أبراج الإتصالات في الاحياء السكنية يعتبر تصرف لاإنساني بحق المواطن وصحته لما تبثه هذه الابراج من إشعاعات كهرومغناطيسية على مدار الساعة تؤثر بشكل سلبي على السكان القريبين منها".
وأضاف الجنابي لوكالة أنباء بغداد الدولية/ واب/ أن "كثرة الابراج في الفترة الماضية وخاصة في السنوات الأخيرة يجب أن يتابع من قبل المؤسسات الحكومية والوزارات المختصة والدوائر البلدية وإتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالف"، مشيرا الى "ضرورة تفعيل دور المجالس المحلية والبلدية في تشكيل لجان تتألف من اعضاء في الدوائر الخدمية مثل الصحة والبيئة والبلدية والاتصالات لمراقبة تنفيذ شروط التصميم الهندسي لأبراج الاتصالات عند نصبها"، لافتا الى ضرورة تفعيل نظام المراقب البيئي المنصوص عليه في قانون حماية وتحسين البيئة العراقية لمراقبة عمل أبراج الاتصالات بعد نصبها من خلال قياس قوة الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة منها".
وأصدرت وزارة البيئة التعليمات القانونية رقم ( 1 ) لسنة 2007 للوقاية من الإشعاعات غير المؤينة الصادرة عن الأبراج الرئيسة والثانوية للهواتف النقالة من اجل حماية الإنسان والحيوان والنبات وعناصر البيئة الأخرى من التأثيرات البايولوجية للإشعاع غير المؤين.
أن غياب الإجراءات الحازمة من قبل الجهات المختصة وغياب الوعي والامبالات في الحفاظ على الصحة العامة وطمع الكثير من أصحاب الدور وموافقتهم على وضع هذه الأبراج على أسطح منازلهم جعل من هكذا قوانيين حبرا على ورق .
المواطن حسن ساجد التميمي (50عاما)، أحد أصحاب المنازل التي وضع عليها برج إتصالات، قال لـ/واب/ أنني "أجني من الشركة التي وضعت البرج فوق سطح بيتي 1000 دولار شهريا فضلا عن خط متواصل للكهرباء ولاتوجد مشاكل صحية لأفراد عائلتي مع وجود البرج منذ عام 2009 "، مشيرا الى أن "كل مايقال عن وجود أشعاعات يؤثر على صحتي وصحة جيراني فهو عار عن الصحة".
وفي رأي مخالف للتميمي، قالت المواطنة زينب محمد الدهلكي أن "مانعانيه في هذا البلد هو عدم مراعاة الحقوق الواجبة علينا ولهذا الشي نرى قبول بعض الناس بوضع هذه الابراج المضرة صحيا على بيوتهم غير أبهين بصحة الأخرين"، مشيرة الى "دور المؤسسات المختصة الضعيف الذي كان السبب الرئيسي في تفاقم هذه المشكلة".
المعاهد البريطانية المختصّة ببحوث السرطان اثبتت أن الإشعاعات الناتجة عن أبراج الهاتف تسبب تلوثاً كهرومغناطيسياً غير مرئي يسبب سرطان الدم والعديد من الأمراض الجسدية والنفسية التي قد تتدرج في ظهورها على فترات زمنية مختلفة ، كما أنها تسبب حالات من الإرهاق والتوتر الذي يصاحبه صداع مزمن فضلا عن تأثيرها على المدى البعيد بالنسبة للأطفال، اذ يعتقد أنها تسبب سرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان الثدي لدى النساء وأمراض الجهاز العصبي المركزي الزهايمر(الخرف)، اضافة الى توصل الدراسة الى حقيقة الآثار السلبية المؤثرة في تطور ونمو الجنين، اذ تحدث عيوباً خلقية وتؤثر في خصوبة النساء.