دمشق - ريم الجمال
حذّرت منظمة الأمم المتحدة، من كارثة بيئية ستواجهها سورية والعراق والدول المجاورة بسبب النزاع المسلح، وبيّنت أنها ربما تكون الأسوأ في المنطقة.
ورصد برنامج الأمم المتحدة للبيئة، على هامش اجتماع جمعية الأمم المتحدة للبيئة في كينيا، انتهاكات من طرفي النزاع المسلح في سوريا، شملت حرق غابات بهدف كشف الطرف الآخر في المواجهات، الأمر الذي وصفه البرنامج بالكارثي لمستقبل التغذية ومصادر المياه في المنطقة.
وطالت آثار الحرب في سورية مصادر أساسية للتغذية، شملت حرق الأصول النباتية، ولاسيما بذور القمح، التي كانت مخزنة في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" في حلب، بحسب البرنامج.
وتبنّت القوات الحكومية إستراتيجية حرق مزارع القمح في الغوطة الشرقية ودرعا، كما تم حرق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في محيط معضمية ودرايا و جديدة عرطوز التي اشتهرت بأشجار الزيتون المعمرة بحسب الناشطين، كما تبنّى تنظيم دولة العراق والشام الاستراتيجية ذاتها في شمال سورية في الرقة عبر حرق آلاف الهكتارات الزراعية.
وامتدت الآثار السلبية إلى تهديد الحياة البرية بالانقراض، نتيجة نزوح ستة ملايين شخص داخل سورية، واعتماد جزء كبير منها على صيد حيوانات كانت تقع سابقًا ضمن محميات بيئية واعتمادها كغذاء.
كما حذّر البرنامج الأممي للبيئة، من خإيجاد جيل مشوه في سورية، نتيجة تفشي أمراض مثل الملاريا وشلل الأطفال، جاءت إلى المنطقة نتيجة التلوث البيئي.
وأرجع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ارتفاع التكلفة المتوقعة في سورية والعراق إلى طول الفترة الزمنية للحرب، ونوعية السلاح المستخدم، وعشوائية استخدامه، إضافة إلى توسع البقعة الجغرافية للنزاع.
وتحتاج إعادة إحياء التنوع الحيوي في الغابات إلى عشرات السنين، في حين تحتاج مصادر المياه إلى تمويل ضخم لتنقيتها، ولا توجد طرق واضحة لحماية الحياة البرية في الوقت الراهن.