بغداد ـ وكالات
بحيرة ساوة واحدة من أشهر البحيرات في العراق حيث انها عبارة عن بحيرة كبيرة مغلقة من الماء المالح تقع في قلب الصحراء بين بغداد والبصرة. ونظرا لجمالها وتفردها يصف البعض تلك البحيرة بأنها "لؤلؤة الجنوب". فهي محاطة بجرف من الكثبان الرملية التي توفر حاجزا طبيعيا يحفظ الماء فوق مستوى الأرض. ويمثل ماء البحيرة التي لا تتصل بأي نهر أو بحر لغزا للباحثين منذ قرون.وقال علي حسين رئيس مركز ابحاث ودراسات جامعة المثنى "هناك من يعتقد انها مرتبطة بالبحر الاحمر أو بحيرات أخرى بعيدة. هناك من يعتقد انها مرتبطة الى حد ما بمياه جاية (قادمة) من حركة الامطار في حوض الدمام. هناك من يعتقد من البادية الغربية. فهناك عدة اجتهادات على الارجح ان هذه البحيرة مياهها جاية من المياه الجوفية في هذا الموقع". وأضاف حسين انه عثر على أنواع من الأسماك والأحياء المائية في بحيرة ساوة التي تمتد لنحو أربعة كيلومترات طولا وكيلومتر واحد عرضا. وأوضح حسين قائلا "كل الدراسات تجمع بأن هناك أربع انواع من الاحياء السمكية الصغيرة ما تنمو الا بحجم معين كأن يكون الحجم أقصى شيء تصل حوالي 15 الى 20 سم وتبقى على هذا المعدل. الفوائد المهمة للاسماك والاحياء المائية انه جزء من الطيور المهاجرة تستفيد وتتغذى على هذه الانواع المصادر السمكية والغريب انه لا يمكن استهلاكها (بشريا)".ويقول حسين ان العناصر الأساسية المكونة لماء بحيرة ساوة هي الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والكبريت والكلور والكربونات مشيرا الى انه مع اجراء مزيد من الدراسات يمكن استخدامها في علاج الأمراض الجلدية. ويضيف "كثير من الناس بالمنطقة وبالمناطق المحيطة بها 'اللي عنده امراض جلدية يجون يسبحون مرة او مرتين يشعر اكو تحسن' يعني امراض صدفية وامراض جلدية اخرى- ايضا هذا هو جواب جزئي انه نعم تصلح للعلاج الطبيعي لعدد من الامراض الجلدية. بس هذا الموضوع يحتاج الى دراسات علمية وبالتالي التوصل الى حقائق ودراسات دقيقة لامكانية اقتراح انشاء مجمع طبي لعلاج انواع معينة من الامراض الجلدية". وكان بحيرة ساوة ذات يوم منطقة شعبية للجذب السياحي حيث يكثر زوارها من مدينة السماوة القريبة ومن كل أنحاء العراق. لكن اهمال البحيرة على مدى سنوات حولها الى ما يشبه مدينة الأشباح على غرار الكثير من المناطق السياحية والأثرية في العراق. وقال متخصص في تضاريس الأرض يدعى سعيد جاسم "أقيم هنا منتجع سياحي وكان يزخر بعدد السائحين وكانت المنشآت اللي تلاحظ امامك الان.. حقيقية كانت زاخرة لكن بعد 1990 بعد حرب الخليج الاولى تعرضت الى التخريب والسلب والنهب ومن ثم أُعيدت الكرة عام 2003". وذكرت وسائل اعلام محلية ان وزارة السياحة والآثار العرقية تبحث حاليا عن مستثمرين للمساعدة في مشروعات سياحية بالديوانية في محاولة لانعاش السياحة في مناطق بارزة محليا بينها بحيرة ساوة.