قلقيلية ـ وفا
أشجار أفوكادو بطول ستة أمتار.. وأخرى طولها لا يتجاوز المتر، تزين محافظة قلقيلية، التي تشهد تنوعا في إنتاجها الزراعي.قلقيلية المشهورة بزراعة الجوافة والحمضيات والخضراوات البعلية، أدخلت قبل نحو ثلاثين عاما زراعة ثمرة الأفوكادو الاستوائية إلى فلسطين، هذه الزراعة التي مرت بظروف حدّت من انتشارها وتوسعها، إلى أن باتت تغطي مساحات واسعة من الأراضي، تقدر بخمسمئة دونم في محافظة قلقيلية فقط، إلى جانب كميات بسيطة في محافظة طولكرم.تحتاج هذه النبتة 'الناعمة' إلى المياه والرطوبة والحرارة، وهي عوامل تميز محافظة قلقيلية عن نظيراتها، فكمية المياه المتوفرة تصل لنحو سبعة ملايين متر مكعب، وهي تكفي لزراعة آلاف الدونمات بالأفوكادو.يوضح المهندس أحمد فتحي عيد، مدير مديرية الزراعة في محافظة قلقيلية أن زراعة الأفوكادو قديمة، رغم الاحتكار الإسرائيلي لهذه الشجرة، لأن المزارعين في قلقيلية من المزارعين المتطورين جدا، الذين يبحثون عن بدائل للزراعات التقليدية، ما يساعد على تحقيق الربحية، مشيرا إلى أن بعض الأشجار عمرها أكثر من 30 سنة.وأوضح أن وزارة الزراعة اتخذت توجها في أواخر التسعينات بإدخال أصناف جديدة ومنها الأفوكادو، حيث بدأت زراعتها بواقع 10 قطع نموذجية بمساحة 5 دونمات للقطعة الواحدة، حيث سجلت نجاحا متميزا، وبعدها 'بدأنا التركيز على المنتج إلى أن وصلنا لـ500 دونم منتجة من الأفوكادو الآن'.وبيّن أن الوزارة درجت ومنذ ثلاثة أعوام على زراعة عدد معين من الأشجار سنويا، وصل 10 آلاف شجرة خلال العام الماضي، وأنها وزعت خلال العام الحالي 7 آلاف شجرة جديدة.ونفى عيد أن تكون زراعة الأفوكادو جاءت لتحل مكان المزروعات التقليدية في المحافظة كالحمضيات مثلا، وقال، ' إنها جاءت ضمن سياسة إدخال أصناف حديثة إلى جانب الأصناف القديمة، فضلا عن أن هناك مساحات زراعية واسعة ومياه متوفرة تقدر بـ 7 مليون متر مكعب، يستغل نصفها فقط في الزراعة حاليا، شجعت على إدخال الأصناف الجديدة'. ونوه إلى أن المحافظة أنتجت هذا العام نحو 300 طن من الأفوكادو بصنفيه المعروفين في المحافظة، 'هاس'، وهو الأفوكادو الصغير والخشن، ووصلت كمية الإنتاج منه هذا العام 150 طنا، والصنف الثاني 'أتنجر' الكبير والناعم، حيث تم تسويق 80% منه، بواقع 110 طنا، وبقي قرابة 30-40 طنا لغايات التسويق الداخلي حتى نهاية الموسم الزراعي.وأوضح عيد أن الكميات المنتجة من الأفوكادو هذا العام تم تصديرها إلى الأردن، نظرا لتسويقها بأسعار عالية بالمقارنة مع الأسعار محليا، إذ يباع الكيلو غرام الواحد من الأفوكادو في السوق المحلية بـ 3 شواقل فقط، بينما تباع ذات الكمية بهدف التصدير بـ 6 شيقل، الأمر الذي يجعل كافة المزارعين يلجأون لتصدير محصولهم إلى الخارج، نظرا للربحية المرتفعة.وتتوفر في قلقيلية كافة المقومات اللازمة لنجاح محصول الأفوكادو، الذي يحتاج جوا شبه استوائي، مثل المياه، والحرارة والرطوبة، ويحتاج الدونم الواحد المزروع بأشجار الأفوكادو بعمر أربع سنوات، من 700-800 كوب مياه سنويا عبر الري بشبكات التنقيط.رغم ذلك تعاني زراعة الأفوكادو، من معيقات ترتبط في أغلبها بالاحتلال الإسرائيلي، الذي صادر 36 ألف دونم من أراضي قلقيلية وعزلها خلف جدار الفصل العنصري، هذا إلى جانب منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، ولم يُخفِ عيد تخوفه من تقليص الجانب الإسرائيلي كميات المياه المتوفرة لمحافظة قلقيلية، حيث يدرس سنويا كمية المياه التي تستغلها المحافظة ويصادر الجزء الذي لم يستغل، 'لذلك نسعى لاستصلاح مزيد من الأراضي الزراعية، وزيادة حجم الزراعة والمساحات المزروعة في المحافظة، خاصة من صنف الأفوكادو' يقول عيد.وأشار إلى استعادة أهالي قلقيلية 6 آلاف دونم من أراضيهم التي صادرها الاحتلال وعزلها خلف جدار الفصل العنصري، ما يعني زيادة المساحة الزراعية التي يمكن استغلالها، مشيرا كذلك إلى البدء في مشاريع استصلاح للأراضي لتجهيزها لزراعتها بهذه النبتة.إلى جانب ذلك تبرز مشكلة التخزين، حيث لا يوجد مكان مخصص لتخزين الأفوكادو في المحافظة، ما يضطر المزارعين إلى تسويقه وتصديره مباشرة، تجنبا لتلفه كونه ينضج بسرعة، وهنا يشير مدير مديرية الزراعة إلى السعي لتخصيص مخازن خاصة وثلاجات لحفظ محصول هذا المحصول.ويقول المزارع فيصل سليمان إنه بدأ زراعة الأفوكادو قبل نحو ثلاث سنوات ونصف، بعد نصيحة من أقرانه المزارعين، كونها ذات مردود جيد، وبناء على نجاحات مزارعين آخرين.ويطلق سليمان على الأفوكادو النبتة 'الحنونة'، لأن أغصانها ممكن أن تنكسر مجرد لمسها باليد.ومن أبرز المشاكل التي تواجه زراعة الأفوكادو بالمحافظة، الخنازير المتواجدة بكثرة بهذه المنطقة جراء إغلاقها بالجدار الفاصل، وفقا لسليمان، إلى جانب غياب المخازن الخاصة بتخزين هذه النبتة بعد قطفها.