الرباط - المغرب اليوم
اكتشاف جديد في الحفريات القديمة في المغرب قد يقلب عددا من المفاهيم في هذا المجال، خاصة في ما يتعلق بوجود حيوان قديم يدعى "Cruziana rugosa"، وفق ما ذكرته "ناشوينال جيوغرافيك".
ويتعلق الأمر ببحث للعالِميْن دييغو غارسيا بليدو وخوان كارلوس ماركو، اللذين قاما بدراسة أوعية وزعانف "trilobites"، أو ما يسمى بـ"الحيوانات المفصلية المنقرضة"، التي بقيت محفوظة منذ أكثر من 500 مليون سنة، والتي تعطي لمحة على سلوك هذه الحيوانات المنقرضة التي عاشت في البحر، وكانت متكاثرة لملايين السنين.
واكتشف العلماء 20 ألف نوع من هذه الحيوانات المفصلية المنقرضة، لكن المعطيات حولها تبقى شحيحة، بحسب ما كشف عنه موقع "ناشيونال جيوغرافيك"، خاصة حول طريقة تحركها وتغذيتها. ويعود هذا الشح في المعطيات إلى اندثار أنسجة الخلايا لدى هذه الحيوانات من جهة، والتعدين الذي تعرض له الجزء الصلب منها، من جهة ثانية.
لكن في حالة الاكتشاف الجديد، الذي كان وراءه الباحثان في الحفريات دييغو غارسيا بليدو وخوان كارلوس ماركو، اللذان قاما بتمحيص ثلاث عينات منحت لهما من قبل مجمع خاص، فقد أظهرت النتائج عددا من المعطيات غير المسبوقة حول "الحيوانات المفصلية المنقرضة"، وكشفت العينات عن حالة نادرة تتمثل في محافظة هذه الحيوانات على جهازها الهضمي بشكل كامل، بالإضافة إلى القوائم والزعانف، وهي الأعضاء التي يمكن للعلماء من خلالها التعرف على تاريخ هذه الحيوانات.
وأظهر البحث أن هذه الحيوانات لجأت، في وقت من الأوقات، إلى الطبقات العلوية من الترسبات، ومرت من الطين الرخو بحثا عن الغذاء والمواد العضوية، وكشف أن جهازها الهضمي يتوفر على معي تمتلكه فقط الحيوانات المفترسة، كما أن أمعاءها تفرز أنزيمات تساعد على هضم الطعام، بالإضافة إلى أن لها "حويصلة" كانت تعمل مخزنا لادخار الطعام.
واستنتجت الدراسة أن هذا الحيوان المفصلي لاحم وعاشب، وأنه في حالة عثوره على سلطعون بحر ميت فإنه يلتهمه لأنه في حاجة إلى الطاقة، ولأنه يأكل كل شيء، كما أنه متعدد القدرات، ويقوم باستغلال محيطه الايكولوجي بشكل كامل من أجل أن يعيش.
ومن المرتقب أن تساعد هذه الحفريات العلماء على فهم أصول واحدة من أكثر العلامات السائدة في الحقبة الأولية التي تبقى غامضة، وهي بصمات تعود إلى ما بين 540 مليون سنة و250 مليون سنة مضت، عبر دراسة العينات الحفرية الثلاث التي تم اكتشافها بالمغرب.
وأظهر الاكتشاف الجديد أن لهذا الحيوان البقايا الحفرية نفسها لحيوان قديم يدعى "Cruziana rugose"، ما سيعيد النظر في مسألة وجود هذا الحيوان في الأصل، الذي تكتفي الأدلة على وجوده بأن له أثارا فقط ولا وجود لبقاياه، وقد يكون "Megistaspis hammondi" هو نفسه "Cruziana rugose" مع فرق أن الأول توجد له عينات عثر عليها بالمغرب.