وجدة-كمال لمريني
ترأس عبد الحـق حوضـي، عامـل عمالة اقليم بركان، اخيرا، في لقاءا تحسيسا في مركز الأعمال الاجتماعية لموظفي المندوبية السامية للمياه والغابات، ف الجماعة القروية لتافوغالت، بغية تسليط الضوء على أهمية الجبال ك"معطى جغرافي واقتصادي وبيئي ومصدر للتوازن الإيكولوجي، و كذا للساهمة في الترويج للمنتوج السياحي بالإقليم عموما و تعزيز جاذبيته السياحية ومواكبة الجهود الرامية إلى إنعاش السياحة الجبلية البيئية انطلاقا من مشروع تنمية المناطق الخلفية بالإقليم المضمنة في البرنامج التعاقدي الجهوي للتنمية السياحية بالمنطقة الشرقية".
وياتي هذا اللقاء، في اطار احياء اليوم الدولي للجبال، الذي يصادف الحادي عشر دجنبر من كل سنة، وتنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد 245/57 لسنة 2002، و المحتفى به هذه السنة تحت شعار "الترويج لمنتجات الجبال من أجل سبل عيش أفضل".
وتكتسي الجبال موقعا متميزا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لكثير من دول العالم بما في ذلك شمال إفريقيا. ففي المغرب تحديدا حيث تتسامى قمم أربع سلاسل جبلية تشمل الأطلس الصغير، المتوسط والكبير وكذا جبال الريف الذي تمتد من شمال المملكة إلى شرقها والتي تحتضن الموقع الإيكولوجي والبيولوجي لجبال بني يزناسن التي يمتد على مساحة تقدر بـ 8300 هكتار بأعلى نقطة جبلية بتافوغالت تصل إلى 850 متر حيث يشكل هذا الموقع مجالا واسعا بتنوع بيولجي جد هام كما يعتبر وجهة سياحية مفضلة بالمنطقة الشرقية باعتباره قاعدة خلفية للمحطة السياحية للسعيدية إضافة إلى قيمته التراثية والأثرية والأركولوجية الهامة، فضلا عن تميزه بغنى غطائه الطبيعي النباتي والشجري المتنوع وغناه بالنباتات العطرية والطبية ووحيش مختلف يضم أصنافا مستوطنة نادرة ومهددة بالانقراض كالآوى وطيور مهاجرة وأخرى مستوطنة وحيوانات كثيرة.
وتتميز هذه الجبال باحتوائها لمجموعة من المغارات كمغارتي الجمل والحمام اللتين تدلان على عظمة وعبقرية الإنسان بهذه الربوع شاهدة علــى تراثه الثقافي الزاخر وخصوصيته المحلية وتفرده بهوية متميزة.
وتتواجد بهذه السلسلة الجبلية أعلى نقطة بقمة جبل فوغال بالجماعة القروية لعين الصفا التابعة لعمالة وجدة ـ أنجاد بحوالي 1532 متر على سطح البحر، وبجبل بوزعبل بعلو يناهز 1429 متر بالجماعة الترابية لفزوان .
وتتوفر هذه السلسلة على ثروات طبيعية مهمة خاصة الموارد المائية بوادي زكزل وغيره من العيون المتفجرة بكل المناحي والسفوح وسط غنى أيكولوجي متنوع يضم ثروة نباتية هامة وغطاء غابوي يمتد على مساحة تقدر بـ 148 ألف هكتار.
ويحتوي الموقع الإيكولوجي والبيولوجي بتافوغالت لوحده ثروة نباتية هامة تتكون من 38 نوع محلي و16 نوع نادر وثلاثة أصناف مهددة بالانقراض وثروة حيوانية تضم 41 صنف محلي و46 صنف نادر و20 صنف مهدد بالانقراض.
وتظل الجبال عنصرا أساسيا ضمن المنظومة الجغرافية وتركبتها بالإقليم لما لها من دور بارز بل ومحوري في النظم الأيكولوجية المحلية.
وفي هذا الصدد لا أحد ينكر أن منطقة " تافوغالت " السياحية هي من أبرز المناطق التي يعول عليها إقليم بركان لضمان الإقلاع السياحي اعتبارا لموقعها الجغرافي المتميز، إذ لا تبعد عن مدينة السعيدية سوى بـ40 كيلومترا وبأقلَّ من 50 كيلومترا عن وجدة.
وتمتاز جبال بني يزناسن بجمالية رائعة وطبيعة أخاذة مما قد يؤهلها بأن تكون وجهة سياحية بامتياز، هذه المكونات قد تجعل المنطقة تكتسب شهرة على الصعيد الوطني والدولي لو أحسنا التدبير وعملنا جاهدين من اجل النهوض بهذه السياحة وخاصة الجبلية منها.
وتجذب المنطقة بالرغم من قلة بنياتها السياحية، أعدادا لا بأس بها من السياح المغاربة والأجانب. وتختلف غايات الزوار بين الباحث عن السكينة، بعيدا عن مشاغل الحياة وهمومها، وبين المنقب عن الكنوز التاريخية، التي تختزنها هذه المنطقة.
وتم إعداد برنامج احتفالي ثري يضم تنظيم مسابقة في رياضة المشي عبر مسلك اولاد الحافي على امتداد 11كلم و هي تظاهرة مفتوحة لجميع الأعمار بما في ذلك النساء و بمشاركة جمعية المشائين للمحافظة على التراث الجبلي ثم عبر مسلك أونوت على امتداد 6 كلم شارك فيها المكفوفون وهي المبادرة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني .
وعرف اللقاء عرض جملة من المحاضرات حول مواضيع من الأهمية بمكان في مجال البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد تم انتقاء هاته المواضيع بعناية نظرا لكونها تلامس الحياة الجبلية ومحيطها وتهم الساكنة المحلية، من بينها تقديم البرنامج الوطني للسياحة الطبيعية و القروية بالإقليم من طرف ممثل عمالة بركان و من خلاله تم استعراض مضمون اتفاقية 29 شتنبر 2014 حول تفعيل برنامج التنمية المندمجة للسياحة القروية و الطبيعية الذي خصصت لإنجازه ميزانية مهمة في حدود 2340 مليون درهم منها 232 مليون درهم مخصصة للجهة الشرقية وحدها و ذلك لتغطية قطاعات واعدة تهم تهيئة المسالك السياحية و التنشيط السياحي و الإيواء، و تثمين المنتجات المحلية ثم المواكبة و المرافقة التقنية.