غزة - صفا
ينتظر مزارعو غزة بفارغ الصبر حصاد نوع جديد من البطاطس استوردوا بذوره من هولندا، ويصنع منه شيبس المسليات التي تعاني مصانعه في غزة من قلة المواد الخام وتوقف العمل بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يقترب من دخول عامه الثامن.
وتتميز البطاطس الجديدة "ليدي روزيتا" بلون قرمزي (بين الأحمر والوردي)، لكن تكاليف شرائها من بلدها وزراعتها في غزة مرتفعة نسبيًا عن العادية، كما يشير مزارعون.
أرض طينية
وتحتاج شتلة البطاطس الجديدة حين زراعتها في يناير لأرض طينية، فنسبة نجاحها في الأرض الرملية ضعيفة نسبيًا، كما يوضح أحد المزارعين شرق بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويشتكي المزارع عبد الرحمن وهدان في حديثه لوكالة "صفا" من معاناة كبيرة يكابدها في توفير السولار اللازم لتشغيل مولد بئر المياه الذي يروي الأرض فضلًا عن غلاء ثمنه، كما أن عدم وصول إمدادات شبكة الكهرباء لأرضه الحدودية منعه من تشغيل المولد عليها.
وفي حال لم تبع البطاطس الجديدة بسعر جيد في السوق فإن وهدان وزملاءه المزارعين سيتعرضون لخسارة فادحة، ولن يزرعوها من جديد، سيما وأن إنتاجها يساوي نصف إنتاج البطاطس العادية تقريبًا، بحسب المزارع.
غياب المنافسة
ويؤكد صاحب أحد مصانع المسليات في قطاع غزة وجود تفاهمات مع مزارعين لشراء كميات البطاطس الجديدة منهم، لكنه لفت إلى عدم قدرته على المنافسة بسبب فتح الباب على مصراعيه لاستيراد الشيبس من الكيان الإسرائيلي وجمهورية مصر العربية والضفة الغربية المحتلة، داعيًا للحد منه.
ويعتزم "مصنع القدس للمسليات" شراء كمية البطاطس الجديدة كاملة، ويقول صاحبه لوكالة "صفا" إن ذلك يؤمن عمله لمدة ستة أشهر في أجواء الركود الحالية، لكن في حال تحسن الوضع الاقتصادي في غزة فإنه يكفي لثلاثة أشهر فقط.
ويشير إلى أن تكلفة زراعة "ليدي روزيتا" وشرائها في القطاع أعلى بكثير من استيرادها من الخارج فضلًا عن ارتفاع أسعار السولار اللازم لعمل المصنع، "وإذا بقي الوضع في الاستيراد على ما هو عليه لن يزرع المزارعون مجددًا".
مرض اللفحة
ولا تتطلب شتلة "ليدي روزيتا" عناية تزيد عن البطاطس العادية لكنها حساسة لمرض "اللفحة" الذي يصيب المزروعات، كما يشير رئيس قسم الخضار ووقاية النبات بوزارة الزراعة في شمال قطاع غزة خالد فياض في حديثه لوكالة "صفا".
ويشير فياض إلى أن هذه المرة الأولى التي تزرع فيها البطاطس الجديدة بهذه الكميات، وتتوزع على 300 دونم بمحافظات القطاع، متوقعًا أن يكون انتاج الدونم الواحد من 2- 2.5 طن، ومحصول إجمالي يتراوح ما بين 600- 700 طن في نهاية الموسم.
تجديد وسد فجوات
ويقول رئيس قسم البستنة الشجرية بوزارة الزراعة في غزة محمد أبو عودة لوكالة "صفا" إن إدخال الشتلة إلى القطاع جاء للتجديد في الزراعة، وضمن سياسية إحلال الواردات وسد الفجوات الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي، كما أنها تعمل على تشغيل بعض الأيدي العاملة.
ويشير إلى أن البطاطس الجديدة تحتاج لتخزين عند درجة 8 مئوية، بينما تحتاج العادية للتخزين عند 4 درجات مئوية ما يجعل تكلفة تخزين الجديدة أقل من سابقتها.
ويوضح أبو عودة أن محصول "ليدي روزيتا" عند حصاده في نهاية مايو سيوزع ما بين مصانع الشيبس، والسوق المحلية للمستهلك، وتخزين بعضه لزراعته في العام المقبل.