الرباط ـ المغرب اليوم
بلغت معاناة تلاميذ قرى نائية في إقليم شفشاون، ذروتها هذه الأيام، مع أزمة غياب النقل المدرسي، إذ بعد مرور أكثر من شهر ونصف على انطلاق الموسم الدراسي، ما يزال عشرات التلاميذ يقطعون المسافة الفاصلة بين منازلهم وأقرب مؤسسة تعليمية، مشيًا على الأقدام في ظروف تغيب فيها شروط السلامة والأمن.
وقالت مصادر تربوية من إقليم شفشاون، إن أزيد من 65 تلميذًا ينحدرون من دواوير جبلية بجماعة "لغدير"، يقطعون يوميًا مسافات طويلة تصل إلى نحو 20 كيلومترًا ذهابًا وإيابًا، ما بين منازل سكناهم إلى إعدادية "عبدالرحمان زيطان"، في مدة زمنية تستغرق ساعتين على الأقل في كل رحلة، ويتعلق الأمر بتلاميذ قرى "غرانقاضي، بني حمد الله، تدغوت، أيلا، وتيفتراون".
في هذا الصدد؛ أوضح رئيس جمعية "وليدات غرانقاضي"، عبدالغني مصباح، أن جمعيته راسلت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، وعمالة إقليم شفشاون، مطالبة المسؤولين بإيجاد حلول عاجلة للتلاميذ المتضررين، إما بتوفير لهم وسائل نقل تناسب طبيعة التضاريس الجغرافية بالمنطقة، أو إجراء حركة انتقالية وتوزيعهم على الأحياء الداخلية للمؤسسات التعليمية المجاورة.
وأضاف مصباح في تصريح هاتفي أجرته معه "أخبار اليوم"، أن المسؤولين بالمديرية الإقليمية لوزارة حصاد، يقدمون وعودًا شفوية منذ بداية الموسم الدراسي بتسوية هذا المشكل، لكن إلى حدود الساعة لا يزال الوضع كما هو عليه، وهو ما يتطلب من الجهات الوصية في الوزارة بالرباط، التدخل العاجل لرفع التهميش الذي يعاني منه تلاميذ إقليم شفشاون.
وأبرز المتحدث نفسه، أن أصل المشكل يعود بالأساس لضعف البنيات التحتية، وعدم وجود طريق معبدة لفك العزلة عن ساكنة القرى الجبلية، مشيرًا إلى أن مسافة الطريق المعبدة بجماعة "لغدير" لا تتعدى سبعة كيلومترات، وهو ما يؤدي إلى مغادرة التلاميذ حجرات الدراسة مبكرًا، خاصة الإناث منهم بعد انتقالهم من المدارس الابتدائية القريبة من محيطهم، إلى المؤسسات الإعدادية التي توجد غالبًا في مراكز الجماعات.
تجدر الإشارة، إلى أن جماعة "لغدير" استفادت في 2014 من حافلتين للنقل المدرسي، تسلمهما المجلس الجماعي من عمالة شفشاون، في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، غير أن ضعف البنيات التحتية والنقص الحاد في المسالك الطرقية المعبدة، لا يساعد على استفادة تلاميذ مختلف القرى الجبلية من خدمات النقل على قدم المساواة.