الرباط - المغرب اليوم
انتشار فيديو لأستاذ يعنف تلميذة ويعتدي عليها بالضرب بمدينة خريبكة المغربية، فجر النقاش مجددا في المغرب حول واقع المدرسة المغربية وعلاقة الأستاذ بالتلميذ. القصة تحولت أيضا إلى مادة خصبة على مواقع التواصل الاجتماعي .
أثار انتشار فيديو لأستاذ يعنف تلميذة بطريقة "وحشية" في مدينة خريبكة (وسط المغرب) جدلا كبيرا في الأوساط التربوية بالمغرب، وأعاد النقاش حول علاقة الأستاذ والتلميذ بالمدارس المغربية.
السلطات المغربية دخلت مباشرة على الخط بعد الحادث، حيث قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي توقيف الأستاذ المتهم، في انتظار نتائج لجنة تحقيق، شكلت لتقصي الحقيقة والاستماع إلى جميع الأطراف المعنية.
في حين حدّدت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لمدينة خريبكة غدا الخميس (23 أيار/مايو 2018) موعدا للنظر في قضية تعرّض التلميذة "س.م" للاعتداء والتعنيف على يد أستاذها بثانوية الإمام مالك الإعدادية، نقلا عن موقع "هسبريس" المغربي. وذكر الموقع أن مدرس الرياضيات (ش. ج.) يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي لخريبكة، على خلفية اتهامه بـ"الضرب والجرح والقذف".
من جانبه، أوضح إدريس حراش، عضو هيئة الدفاع عن التلميذة المعنّفة، أن "الأستاذ اعترف أمام النيابة العامة بالمنسوب إليه، وصرّح بأن رميه من طرف التلميذة بالطباشير أثار غضبه ودفعه إلى تعنيفها"، وأضاف حراش: "الأستاذ يؤكّد وجود تسجيلات ومقاطع أخرى توثّق لحظات إقدام التلميذة على استفزازه، غير أننا لم نرها بعد".
وقال حرّاش، في تصريح لهسبريس: "رغم كوني عضوا في هيئة الدفاع عن التلميذة المعنّفة، فقد أجريت محاولات مع والدها من أجل إيجاد مخرج لهذه القضية التي تجمع بين أستاذ وتلميذته، وتزامنت مع الشهر الكريم، غير أن الوالد يؤكّد رفض التنازل عن القضية، على الأقل في الوقت الراهن".
من جانبها، روت التلميذة المعنّفة قصتها للقناة المغربية الرسمية الثانية. وقالت "إن أحد التلاميذ رمى قطعة من الطباشير على الأستاذ، بينما كان يكتب في السبورة، "لأتفاجأ به يتوجه نحوي بغضب قبل أن يشرع في ضربي بطريقة وحشية، معتقدا أنني الفاعلة."
وشددت التلميذة على أنها مصرة على متابعة الأستاذ ولن تقدم أي تنازل، قائلة: "تعقدت نفسيا منذ وقوع الحادث، وأردت أن تأخذ لي المحكمة حقي من الأستاذ ومن المدير أيضا الذي لم يقدم لي يد المساعدة بعد وقوع الحادث".
النقاش حول موضوع تعنيف التلميذة المغربية امتد أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت تغريدات على تويتر بين من يصف تصرف الأستاذ بأنه "وحشي" و آخرون يحملون التلميذة أيضا جزء من المسؤولية.
وفي هذا الصدد طالب مغرد اسمه مهدي بتطبيق أقصى العقوبات ضد الأستاذ المتهم. مستخدما وسم #خليه ـ يتربا يعني اتركه يتربى.
بالمقابل عبرت مغردة ثانية عن رفضها لاعتقال الأستاذ وإن كانت تستنكر الفعل الذي قام به.
و نشر مغردون آخرون دعوات للتضامن مع الأستاذ المتهم.
يشار إلى أن فيديو الاعتداء على التلميذة المغربية تسرب السبت الماضي ليتم تداوله بعد ذلك بشكل واسع، ما أعاد النقاش مجدد حول واقع المدرسة المغربية وعلاقة الأستاذ بالتلميذ، خاصة في ظل وجود حالات اعتداءات كان الأستاذ فيها هو الضحية أيضا.