الرباط - المغرب اليوم
عاد الجدل في المغرب من جديد بشأن مجانية التعليم، في ظل استعداد الحكومة لمناقشة مشروع قرار يضيف رسوما جديدة للتسجيل في بعض شعب الماستر "الماجستير" المتخصصة، باقتراح من وزير التربية الوطنية المغربي سعيد أمزازي.
وتتجاوز الرسوم الجديدة التي تعتزم وزارة التربية الوطنية فرضها 4 ملايين سنتيم بالنسبة للعاملين في سلك الوظيفة العمومية و5ملايين سنتيم للعاملين في القطاع الخاص بينما ما يزال التداول حاصلا حول الرسوم التي ستفرض على بعض الطلبة ممن تتوفر عائلاتهم على دخل مرتفع.
وكان أمزازي الذي سبق وشغل منصب رئيس جامعة محمد الخامس "حكومية" بالعاصمة الرباط، قبل تعيينه وزيرا للتربية الوطنية في 22 يناير الماضي، أول رئيس جامعة مغربية يفرض رسوما للتسجيل ببعض شعب الماستر المتخصصة وعقد شراكات مع القطاع الخاص في شعب أخرى ماستر، ذات علاقة بالتسويق والاقتصاد.
وتظهر المعطيات أن التجربة ستوسع لتشمل جامعات مغربية أخرى وهو الأمر الذي يتزامن مع إثارة أعضاء من المجلس الأعلى للتربية والتكوين (جهاز استشاري حكومي) لقضية مجانية التعليم بعدما خمد النقاش لفترة.
وسبق للمجلس الذي يترأسه المستشار الملكي عمر عزيمان، أن فجر الجدل بعدما طالب بـ"خصخصة" التعليم تدريجيا.
وحدث ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وقتها اقترح المجلس الأعلى ، في اجتماع حضره ممثلو المجلس "من الحكومة والأحزاب والنقابات والمجالس"، فرض رسوم تسجيل على "العائلات الميسورة" من الثانوية إلى الجامعة.
وأثار هذا المقترح موجة احتجاج في البلاد، ورفض عبرت عنه الأسر إلى جانب النقابات والجمعيات المهنية.
الإجهاز على مجانية التعليم
وعاد المجلس الحكومي، في يناير/كانون الثاني الماضي، ليصادق على مشروع قانون لإصلاح التعليم ينص على فرض رسوم تسجيل في مؤسسات التعليم العامة على طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، تقول الحكومة إنه سيقتصر تطبيقه على الأسر الميسورة.
وتتهم النقابات التعليمية في المغرب الحكومة بـ "الإجهاز على مجانية التعليم من خلال مشروع قانون يفرض رسوما على التعليم بمؤسسات الدولة"، وترد الحكومة بأن "الأسر الميسورة وحدها دون الفقيرة والمتوسطة، ستكون معنية بهذه الإجراءات".
وقال مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة، في مؤتمر صحافي، عقده بالعاصمة الرباط، يناير/كانون الثاني الماضي، فإن مشروع القانون سيتم عرضه على اجتماع مقبل للمجلس الوزاري يرأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس للمصادقة عليه، قبل طرحه أمام البرلمان لمناقشته والتصويت عليه، دون تحديد موعد لذلك.
ويقول الخلفي إنه بموجب هذا القانون "تضمن الدولة مجانية التعليم الإلزامي، الذي يشمل التعليم الأولي للأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و6 سنوات، والتعليم الابتدائي والتعليم الإعدادي (أي من 4 إلى 15 عاما)".
واعتبر المتحدث الحكومي أن "إصلاح التعليم أولوية وطنية ملحة ومسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة وهيئات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم من الفاعلين في مجالات الثقافة والإعلام والاتصال."
نقاش جديد قديم
وبدأ النقاش بشأن "مجانية التعليم" بالتحديد منذ المخطط الاستعجالي "برنامج لإصلاح التعليم أطلق عام 2009" الذي ما يزال موضع اتهام وملفاته ما تزال رائجة أمام القضاء بسبب تبديد الميزانية "أحال المجلس الأعلى للحسابات الذي يعنى بمراقبة المال العام بعض ملفات هذا المخطط إلى القضاء".
وقال أحمد أخشيشن وزير التعليم السابق "2007 و2012"، "إن إلغاء مجانية التعليم صار أمرا ضروريا".