آسفي ـ المغرب اليوم
بعدما قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بآسفي إغلاق الثانوية الإعدادية “الحنصالي”، الواقعة وسط المدينة، بسبب وضعيتها المتردية، إذ أصبحت آيلة للسقوط في ظرف وجيز، فشلت المديرية الإقليمية في الوفاء بالتزاماتها مع هيئة التدريس، وجمعيات أباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ والتلميذات، التي تقضي بإصلاح، وترميم المؤسسة التعليمية في ظرف أربعة أشهر، وفقا لما جاء في بلاغ كانت قد أصدرته المديرية، عام 2016.
وذكرت مصادر إعلامية ، أن مصالح المديرية الإقليمية لآسفي، برئاسة المدير السابق، والحالي، التزموا في أكثر من مناسبة بترميم المدرسة، وإعادة التلاميذ، وهيئأة التدريس للاشتغال فيها، غير أن الجميع فوجئ باختفاء الميزانية المرصودة لترميم المؤسسة، التي قالت عنها المديرية ذاتها إنها برمجت منذ عام 2014.
اقرأ أيضاً : الأساتذة المتعاقدون ينظمون وقفة احتجاجية في وجدة للتنديد بوضعيتهم الهشة
وكان عامل مدينة آسفي، الحسين شينان، قد أوفد لجنة مكونة من المديرية الإقليمية للتربية والتكوين وقسم التعمير في عمالة المدينة والشؤون التقنية في الجماعة والوكالة الحضرية، والوقاية المدنية والأمن الإقليمي، والوكالة المستقلة للماء والكهرباء، والمديرية الإقليمية للإسكان، التي وقفت بدورها على ضرورة إخلاء المدرسة من التلاميذ، وإعادة ترميمها، غير أن اختفاء الميزانية إلى حدود الآن جعل المعنيين في ذهول تام.
وقال أعضاء مجلس التدبير الاستثنائي للثانوية الإعدادية الحنصالي في تصريحات متباينة لـ”اليوم24″ إن المدرسة أغلقت منذ بداية الموسم الدراسي 2016/2017، قبل عطلة منتصف السنة الدراسية، إذ أجبرت هيأة التدريس، والإداريون، والتلاميذ على الالتحاق بالثانوية الإعدادية “فاطمة الفهرية” بشكل مؤقت، ومن دون ترتيبات مسبقة تضمن السير العادي للدراسة.
وقال رئيس جمعية أباء وأولياء أمور التلاميذ “حسن الدريوشي إن حوالي 900 تلميذ، وتلميذة من أصل 1400 لم يلتحقوا بالمدرسة الموكول إليها احتضان تلاميذ المدرسة السابقة، ولا تتوفر هيأة التدريس عن قاعدة معطيات دقيقة حول الأماكن، التي انتقلوا إليها، أو أنهم انقطعوا فعليا عن الدراسة، مشيرا إلى أن إغلاق مدرسة “الحنصالي” جاء سبب حالة سارية من الفوضى، والاكتظاظ في باقي المؤسسات التعليمية المجاورة لها، أبرزهم مدرسة “طيب بنهيمة”، التي لم تتسع طاقتها الاستيعابية لاستقبال المزيد من التلاميذ.
وأكدت مصادر تربوية من داخل مدرسة “فاطمة الفهرية” أن أوضاع التدريس باتت في حالة يُرثى لها، بعدما اكتظت المدرسة، وحرم تلاميذ مؤسسة “الحنصالي” من قاعات الإعلاميات، ومادة الإنجليزية، والمختبرات، التي اصبحت حكرا فقط على التلاميذ غير الوافدين من المدرسة الآيلة للسقوط، إضافة إلى أن هيأة التدريس لم تجد مكاتب للعمل، وتشير المصادر ذاتها إلى أن ذلك خلف فوضى عارمة وصل إلى عدم قدرة هيأة التدريس على التسيير، وضبط التلاميذ، وذلك انعكس، أيضا، على مردودية التلاميذ من حيث النتائج، بعدما كان تلاميذ “الحنصالي” يحتلون المراتب الأولى إقليميا.
وبنيت مدرسة الحنصالي عام 1991، غير أنها انهارت بشكل سريع في الآونة الأخيرة، ولقطع الشك في ما إذا كان المهندس المكلف ببنائها قام بأعمال “غش” أوفدت المصالح الإدارية للأكاديمية الجهوية لجهة مراكش – آسفي عام 2006 مكتب دراسات من أجل التحقق، والذي أخبر الأكاديمية بأن المدرسة ليست بها أيّ عيوب، غير أنه سرعان ما بدأت تظهر بها شقوق، وتصدعات ضخمة تهدد سلامة التلاميذ، وهيأة التدريس.
قد يهمك أيضاً :
أكاديمية التعليم في جهة الشرق تعقد لقاءًا تواصليًا بشأن التوقيت الصيفي
الأكاديمية الجهوية للتربية تتخذ تدابير بعد احتراق مدرسة بسطات