الرباط ـ المغرب اليوم
تسعى منظمة أرشيف الإنترنت "The Internet Archive" لبناء نسخة احتياطية من قاعدة بياناتها الضخمة في كندا، للحفاظ عليها من التهديدات الإجتماعية والبيئية وفي سبيل الاستعداد لما قد تتعرض له المواقع من قيود رقابية أكبر.
وتعمل منظمة أرشيف الإنترنت غير الربحية على توثيق تطور الإنترنت عن طريق أرشفة وحفظ المواقع والوسائط المتعددة لعقدين من الزمن الأمر الذي يتيح لأي شخص إعادة النظر في شكل ومعلومات المواقع قبل أعوام خلت.
ويقع مقر المنظمة في بريسيديو في سان فرانسيسكو، ويعمل هذا الأرشيف على تصفح شبكة الإنترنت وأخذ لقطات للمواقع المؤرشفة في أيام مختلفة للحفاظ على السجل العام الذي يظهر كيفية تغير الإنترنت.
كما يعتبر أرشيف الإنترنت بمثابة مكان أساسي لحفظ كميات كبيرة من المحتوى الآخر مثل الألعاب والكتب ومقاطع الفيديو والصوت والبرمجيات بحيث تعتبر مكتبة للعصر الرقمي.
وتتواجد نسخة أخرى وحيدة من الأرشيف لضمان الاستقرار والثبات في مكتبة الإسكندرية الجديدة في مصر، كما تصنف منظمة أرشيف الإنترنت بمثابة عضو في رابطة المكتبات الأمريكية ومعترف بها رسمياً من قبل الدولة.
وأوضح مؤسس أرشيف الإنترنت، بروستر، في تدوينة نشرها على موقع الأرشيف بأن خسارة تاريخ المكتبات أمر مؤسف، وأن مكتبة الإسكندرية تشتهر باختفائها، وأن المكتبات مثل البلدان فقد تتعرض لمختلف أنواع المشاكل مثل الزلازل والأنظمة القانونية والفشل المؤسساتي.
وتحتوي قاعدة بيانات أرشيف الإنترنت حالياً على أكثر من 15 بيتابايت (1024 تيرابايت) من المحتوى المختلف، مما يعني وجود الكثير مما يمكن للمنظمة خسارته.
وقد تعرضت مؤسس أرشيف الإنترنت لصدمة قبل أسابيع قليلة مع إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، موطن الكثير من المنظمات والمؤسسات التي تركز على التكنولوجيا، بما في ذلك أرشيف الإنترنت.
وأشار أنا مصدوم لم أكن أعتقد أن الانتخابات تسير على هذا النحو، أريد أن أطمئن الجميع أننا في أمان وأن الممولين والمهمات والشركاء ليس لديهم سبب للتغيير.
وتبقى قاعدة البيانات الرئيسية لمنظمة أرشيف الإنترنت في الولايات المتحدة، ولكن المنظمة تسعى جاهدة لبناء قاعدة بيانات متماثلة احتياطية في كندا، وذلك في محاولة منها لعدم ترك أي شئ للصدفة.
وأضاف المؤسس أن "النتائج الصادمة للإنتخابات تعني أنه علينا العمل سريعاً للحفاظ على المواد الثقافية التي لدينا بشكل آمن، وأنه يمكن الوصول إليها بشكل مستمر، وأنه يجب علينا الاستعداد في حال واجهت المواقع وشبكة الإنترنت بشكل عام قيوداً أكبر، وأن مراقبة الحكومات في العالم لن تتقلص بل يبدو أنها سوف تزيد".
وتحارب منظمة أرشيف الإنترنت من أجل حماية خصوصية قرائها في العالم الرقمي، وسيتكلف المشروع ملايين الدولارات، وناشد المؤسس الجمهور من أجل التبرع في سبيل دعم هذه القضية.
وقد أعلنت منظمة أرشيف الإنترنت في العام الماضي عن أنها أعادت بناء أداة "Waybackط، بحيث أصبحت أكثر سهولة من حيث الاستعمال والبحث، على أن تكون جاهزة بشكل نهائي في وقت ما في عام 2017.