واشنطن ـ أ.ف.ب
أطلق برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية اليوم تقرير الإعلام الاجتماعي العربي الخامس تحت عنوان “تحولات التعليم في العالم العربي: كسر الحواجز في عصر التعلّم الاجتماعي”. ويأتي إطلاق النسخة الجديدة من التقرير في وقت ساعد فيه النمو المستمر لوسائل الاعلام الاجتماعي في المنطقة العربية على تطوير ابتكارات عديدة، كما ساهم في فتح آفاق جديدة للمؤسسات الحكومية وخلق توجهات اجتماعية جديدة في المجتمعات العربية. وبالإضافة إلى تحليل التوجهات والاستخدامات ديموغرافياً حول استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية، تركز هذه النسخة من التقرير على القطاع التعليمي وتأثير وسائل الإعلام الاجتماعي على التعلم مدى الحياة في المنطقة. وقد أجرى برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية دراسة استقصائية إقليمية شملت حوالي 4000 مشارك تم من خلالها رصد التصورات العامة حول جودة التعليم في المنطقة، واستخدام التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية في مختلف مستويات التعليم، والانقطاع عن التعليم بسبب النزاعات والتوترات السياسية، وكذلك وجهات النظر حول الإصلاح التربوي.وفي ما يخص التكنولوجيا واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية، قال 55% من المعلمين الذين شملتهم الدراسة أنهم يستخدمون وسائل الاعلام الاجتماعية كمورد تعليمي، في حين أشار 10% من أولياء الأمور الذين شملتهم الدراسة إلى أن أطفالهم يستطيعون الوصول إلى منصات وسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية، وأكثر من النصف قالوا أن فصول أطفالهم الدراسية لا تستخدم الأدوات التكنولوجية. وفي المقابل، أعرب نحو 56% من الآباء والأمهات عن قلقهم إزاء ما تسببه وسائل الإعلام الاجتماعي لأطفالهم من إلهاء وتشتيت للانتباه. وشملت الدراسة أيضاً الآباء والأمهات في البلدان العربية التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والعنف والصراعات الأهلية. حيث قال حوالي 68% من المشاركين بالدراسة في تلك البلدان أن الموارد الإلكترونية يمكن أن تساعد أطفالهم على تعويض الدروس التي فاتتهم نتيجة الانقطاعات القصيرة والطويلة الأجل عن التعليم. واعتبر فادي سالم، مدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، والكاتب المشارك للتقرير أنه مع وجود أكثر من 55 مليون مستخدم عربي نشط عبر فيسبوك و3.7 مليون عبر تويتر، أصبحت وسائل الاعلام الاجتماعية تلعب بالفعل دور متنامياً في أنظمة التعليم الرسمية وغير الرسمية وبرامج التدريب المتخصصة وبناء القدرات، وأضاف أن التعليم في العالم العربي يعاني من تحديات واسعة النطاق من حيث الجودة وإمكانية الوصول إليه. ومع ذلك، يعتبر التعليم أحد المجالات التي شهدت اعتماداً واسعاً على وسائل الإعلام الاجتماعي في ظل وجود عدد كبير من المستخدمين العرب. وقال أن ظهور مفاهيم جديدة مثل “التعلّم الاجتماعي” و”شبكات صنع القرر الذكي” و”الدورات واسعة الانفتاح عبر الإنترنت”، يساهم في تمكين المعلمين والطلاب والمؤسسات التعليمية في الاعتماد على أدوات الإعلام الاجتماعي لخلق أساليب مبتكرة في التعليم وبناء القدرات ونقل المعرفة في المنطقة العربية. ويمثل هذا التقرير النسخة الأحدث من سلسلة تقارير يصدرها برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية. وتكشف نتائج هذه النسخة عن أن اللغة العربية لا تزال الأسرع نمواً على مختلف منصات وسائل الإعلام الاجتماعي في العالم. وعلى سبيل المثال، بلغت نسبة التغريدات العربية 74% من مجموع التغريدات بالمنطقة في مارس 2013، مقارنة مع 62% في العام السابق. من ناحية أخرى، سجل فيسبوك زيادة قدرها 10 مليون مستخدم في الفترة بين يونيو 2012 ومايو 2013. كما شهد عدد مستخدمي تويتر النشطين في العالم العربي نمواً ملفتاً من ما يزيد قليلاً على 2 مليون إلى 3.7 مليون مستخدم العام الماضي. ووصل عدد التغريدات باللغة العربية في مارس 2013 إلى 336 مليون تغريدة – أي ما يعادل تقريباً ضعف عدد التغريدات في مارس 2012. كما يفيد التقرير بأن عدد مستخدمي لينكدين في بعض الدول العربية يقترب حالياً من 5 ملايين مستخدم.