أمستردام - المغرب اليوم
صعد الرجل إلى المنصة ليلقى بمفاجآته الفنية أمام الحاضرين: هذه الصور المدهشة خرجت من معامل الفيزياء الإشعاعية. فى أكتوبر الماضى، شارك الطبيب المصور آرى فانت رايت فى ملتقى تيد أكس TEDx فى مدينة جرونينجن الهولندية، ليشرح كيف أن رحلته مع العلوم حولته إلى فنان. رايت درس الفيزياء الإشعاعية فى جامعة دلفت للتكنولوجيا، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أوتريخت بهولندا. من خلال عمله كطبيب استطاع أن يطلع على التقدم الرهيب فى صورة الأشعة السينية، أو أشعة إكس، ويحولها إلى فن. ذات يوم اقترح أحد زملائه عليه استخدام الاشعة السينية لتصوير أعماله الفنية، كانت أول مرة يستخدم رايت هذه المادة الرفيعة، ولكنها نجحت كما قال للحاضرين. «فى الفن العادى نرى الطبيعة من الخارج ولكن مع الأشعة السينية نرى الطبيعة من الداخل». هذا الموقف جعله يفكر ما الذى يمكنه الاستفادة من الاشعة السينية، وكانت أول صورة لباقة من التيوليب. الصورة يتم التقاطها على فيلم عادى من برومايد الفضة تشبه الصورة السلبية، نيجاتيف، التى كان يتم التقاطها فى عصر التصوير بالأبيض والأسود، ثم يتم تعديلها لتصبح ملفا رقميا، يقوم المصور بتلوين أجزاء منه. يضيف رايت ضاحكا: الناس قالوا لى إن هذا هو الفن، وهكذا أصبحت فنانا. بدأ فان رايت بالتقاط صور للحشرات (قام بنشرها على مدونته الخاصة) ثم ادخل صورا للطبيعة تضمن الحيوانات والزواحف والسلاحف والقطط والقرود. وأطلق على هذه المجموعة اسم bioramas، وهى كلمة مركبة من اللاتينية قد تعنى «الأغصان الحية»، كما كتب على موقعه. «أفضل أجسام الأشعة السينية عن المشاهد العادية مثل فراشة قرب زهرة، والأسماك فى المحيط، فأر فى الحقل، مالك الحزين على ضفاف النهر، أو طيور على شجرة. وفى كل مرة يمثل التقاط صورة الأشعة السينية تحديا لى كى أنقل المشهد، وأقدم صورا تثير الاسئلة والفضول، وآمل، فى معظم الصور المعروضة هنا، اعتبر اننى نجحت».