القدس المحتلة ـ معا
تشهد سماء فلسطين والكرة الأرضية مساء اليوم الجمعة وفجر يوم السبت حدثا فلكيا مثيرا، حيث تشاهد شهب الزرافيات وهي من الزخات الشهابية الجديدة والتي ترصد للمرة الأولى ويتوقع أن تكون هذه الشهب نشطة ومميزة لذلك ينصح الموقع الفلكي الفلسطيني هواة الفلك عدم إضاعة الفرصة ورصد هذه الشهب الممتعة.
وبحسب مدير الموقع الفلكي داود الطروة يبدأ رصد الشهب مع حلول ساعات ليل الجمعة، حيث ستنطلق الشهب من جهة مجموعة نجوم كوكبة الزرافة وهي كوكبة غامضة جدا تقع في الأفق الشمالي من السماء أسفل النجم القطبي الشمالي "بولاريس" ما يجعل هذه الشهب أفضل للنصف الشمالي من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وكل ما تحتاجه لرصد هذه الشهب بشكل مميز هو سماء صافية والابتعاد عن إضاءة المدن وفي حال كنت ترغب برصد مثير لهذه الشهب عليك رصدها من بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر.
وبالرغم من أن ذروة هذه الشهب ستكون ما بين الساعة التاسعة والحادية عشرة من صباح يوم السبت بمعدل أكثر من 200 شهاب في الساعة إلا أن كافة هواة الفلك حول العالم يمكنهم مشاهدة عشرات وربما مئات من هذه الشهب خلال ساعات الليل من يوم الجمعة وفجر السبت في حين أن أجمل العروض لهذه الشهب ستكون في شمال أمريكا وجنوب كندا.
ويعتبر المذنب (209P/LINEAR) والذي تم اكتشافه في 3 شباط من العام 2004 عن طريق مشروع البحث عن الكويكبات القريبة من الأرض (LINEAR) هو مصدر شهب الزرافيات، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب (209P/LINEAR) ترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه وان الأرض ستعبر هذا النهر الغباري يوم 24 أيار، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة الزرافة.
والشهب عبارة عن ذرات تراب مجهريه أي صغيرة جدا تسبح في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى أسراب الشهب وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية إلا في حالات نادرة، وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد.