باقلم ـ د. عبدالعزيز المقالح
-1- تبدو السماءُ قريبةً منا إذا هطل المطرْ تَدْعُ الجبال وراءَها وتسير في مرحٍ تقبل ما تراه، ومن تراه من البشرْ. وتنام حين تنامُ -بعد الصحو- في حضن الشجرْ. -2- تبدو السماءُ قريبةً منا من الأرض التي اشتاقتْ إلى الماء الجديدِ نجومُها تدنو تكاد أصابعُ الأطفال في يُسْرٍ تلامسها وفوق أكفهم تتناثر الأضواء ترسم حولهم صوراً لأكثر من قمرْ. -3- تبدو السماء بعيدةً منا إذا غاب المطرْ لا شيء يغسلنا ويغسل روحَ هذا الكون من فوضاهُ من أحزانهِ ومن الدخانِ على الوجوهِ وفي اللغاتِ سوى المطرْ. -4- تتقشّر الغيماتُ فوق جبالِنا الخرساء لا غزلانَ عند سفوحها وشعابِها تبدو التلالُ كئيبةً ترنو إلى وجه السماء بأعينٍ يبستْ وأخرى ذابلاتٍ ظامئاتٍ للمطرْ. -5- يبست على جدراننا العطشى ظلالُ الوقت وامتصّ اليباسُ ندى الحقولِ، بقية القطراتِ في الوديان والغدران، واشتاق التراب إلى المطرْ. -6- هطل المطرْ. واسترختِ الأرضُ انتشتْ أعضاؤها عادت إلى الأشجار بهجتُها وللأزهار فرحتُها وعاد إلى النسيم غناؤهُ والعشبُ موسيقاه، في الحقل المديد ينافس الناي الوتر. -7- لاشيءَ أجملُ في عيون الناس والأشجار من لون المطرْ. لا صوتَ أعذبُ في قلوب الناس والأشجار من صوتِ المطرْ لاشيءَ يربط بين أرض اللهِ والأفقِ المنوِّر غير أقواس المطرْ.