المنامة ـ بنا
" الغبقة ".. تقليد رمضاني عريق يحرص البحرينيين كغيرهم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي على إحيائه كل شهر فضيل، إلا أنه تأثر بالأنماط العصرية لتصبح مزيجا من التراث والحداثة، وتنتقل من المنازل إلى الفنادق والمطاعم والمقاهي، وتصبح أوسع نطاقاً من الناحيتين الغذائية والترفيهية.
وتعرف " الغبقة " بأنها العشاء الرمضاني المتأخر الذي يسبق وجبة السحور، و"الغبوق" هو حليب الناقة الذي يشرب ليلاً.
ويؤكد مراقبون لوكالة أنباء البحرين (بنا) ان الغبقات والخيم الرمضانية ساهمت في زيادة نسب اشغال مرافق الضيافة والمنشآت السياحية في المملكة من فنادق ومقاه ومطاعم، مما ساعد على تحريك العجلة السياحية الى الأمام.
وقال عبدالرحيم السيد مدير عام فندق "جولدن توليب – البحرين"، ان الفنادق تلجأ الى إقامة الخيم الرمضانية لاستقبال رواد الغبقات في فترة ما بعد الإفطار لتقضية وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء.
واوضح السيد ان فندق "جولدن توليب" يحرص كل سنة على إحياء هذه العادة الحميدة منذ ثمانينيات القرن المنصرم، لافتا الى ان الخيمة الرمضانية تأخذ الطابع العربي الأصيل في تصميمها الشرقي، لتعكس أصالة الغبقات وثقافتها العريقة في المملكة.
ووصف السيد الإقبال الجماهيري على الخيمة الرمضانية بـ "الممتاز"، حتى ان حجوزات اجازة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة عن بكرة أبيها، مشيرا الى ان الاقبال يتركز على العوائل والأسر بنسبة 65% من إجمالي الزوار، يليهم الشباب بنسبة 15%، والنسبة المتبقية 25% للرواد من القدامى كبار السن.
وبين السيد ان ما يلفت الانتباه هذه السنة تزايد الاقبال على الغبقات من قبل الأجانب وبخاصة الجنسيات الخليجية والآسيوية والأمريكية والبريطانية، الذين يأتون لقضاء ليلة رمضانية مسلية لتناول مأكولات ومشروبات رمضانية مع تدخين الشيشة (النارجيلة).
كما ان العديد من الشركات، بحسب السيد، تقوم بحجز الخيمة الرمضانية لإقامة غبقات خاصة لموظفيها وعوائلهم.
وذكر السيد ان الغبقات تغيرت عن السابق في طرح ما لذ وطاب من مختلف الأطباق العربية، ولم تعد مقتصرة على المطبخ البحريني والخليجي فقط، بل تعدتها لتشمل مأكولات وحلويات شامية ومصرية ومغربية وآسيوية وحتى أوروبية.
من جانبه، قال علاء الفردان – صاحب مقهى شعبي – ان شهر رمضان المبارك يعتبر موسما جيدا لزيادة المبيعات والربحية، خاصة مع تزايد اقبال الشباب عليها بعد فترة الإفطار لتدخين الشيشة والسهر مع الأصدقاء.
واوضح الفردان ان الاقبال على المقهى يصل ذروته القصوى ما بعد الساعة الحادية عشر ليلاً بنسبة زيادة 80% مقارنة بالأيام العادية، لتزداد الطلبات على المشروبات الساخنة والباردة بأنواعها، اضافة الى الوجبات الخفيفة من الساندويشات خلال السحور.
وبين الفردان ان تزامن الشهر الفضيل مع بطولة كأس العالم لكرة القدم في البرازيل هذه السنة ساهم بشكل كبير في مضاعفة اعداد رواد المقاهي، وبالتالي زيادة المبيعات.
ولفت الفردان الى ان المقهى يقيم في كل رمضان دورات رياضية بسيطة لرواد المحل، تتضمن مسابقة للعبتي "الدومينو" و"الكيرم" ضمن اجواء تنافسية ودية لتعطي طابعاً ترفيهيا لرواد المقهى.
من جهته، قال حسن عبدالله - صاحب محل ديكور – ان الإقبال خلال الشهر الفضيل يتركز لتجهيز الغبقات على فوانيس رمضان ومستلزمات تركيب الخيم البيضاء على الطريقة الخليجية او الحمراء والملونة على الطريقة المصرية باستخدام مادة "السدو" لغايات الديكور، اضافة الى المصابيح الكهربائية وادوات الزينة المزخرفة.
وبين حسن ان الطلب على مستلزمات الغبقات يزيد بنسبة 40% في كل رمضان، وبالتالي تطرأ ارتفاعات نسبية على اسعارها وفقا لمعادلة العرض والطلب، لافتا الى ان الطلب يستمر على مثل هذه المستلزمات لغاية ليلة عيد الفطر المبارك.
ولفت حسن الى ان الإقبال على مستلزمات الغبقات محصور بالفنادق والمطاعم وبعض الشركات الكبيرة، اضافة الى بعض الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية لغايات إقامة الغبقات لمنتسبيها وإقامة برامج وجوائز لمرتاديها وأنشطة ترفيهية مختلفة.