لوس أنجلوس ـ أ.ف.ب
اعتبر خبراء في رحلات الفضاء ان مجموعة "فيرجن غالاكتيك" اهملت بعض القواعد المتعلقة بالسلامة في عملية اطلاق مركبتها "سبايس شيب تو" التي تحطمت الجمعة في صحراء كاليفورنيا، وهو ما تنفيه المجموعة التي تعمل لتأسيس قطاع السياحة في الفضاء.وقالت كارولين كامبل الخبيرة بالصواريخ المخصصة لاطلاق المركبات والاقمار الاصطناعية، في حديث لوكالة فرانس برس ان مجموعة فيرجن غالاكتيك اهملت توصياتها في مجال السلامة.
واضافت "لقد حذرتهم ان محرك المركبة يشكل خطرا".وتعمل كامبل في الجمعية الدولية للسلامة الفضائية ومقرها في هولندا.وقالت الخبيرة انها ارسلت في العام 2009 نسخا من مقال علمي اعدته الجمعية الدولية، يتناول المخاطر التي قد تنشأ عن نظام الدفع الخاص بالمركبة، لكن "المقال اهمل"، وانها جددت تحذير المجموعة في اتصال هاتفي "لكن دون جدوى".لكن جورج وايتسايدز مدير فيرجن غالاكتيك اكد ان المحرك الذي يعمل بنوع جديد من الوقود من البلاستيك، خضع لكل التجارب اللازمة على الارض، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة "فيننشال تايمز" الاحد.وقال "في مجال الفضاء قد تجد اشخاصا يفضلون هذه التقنية او تلك..انه خيار تقني".
وتحطمت مركبة "سبايس شيب تو" الجمعة في صحراء موهافي اثناء رحلة تجريبية، في نكسة لمشروع السياحة الفضائية.وفتح المكتب الوطني الاميركة لسلامة النقل تحقيقا للبحث في اسباب تحطم المركبة.وهذا الحادث ليس الاول الذي تتعرض له فيرجن غالاكتيك، ففي العام 2007 قتل ثلاثة مهندسين في انفجار صاروخ كان مصمما لاطلاق مركبة "سبايس شيب تو" في قاعدة موهافي.وفي مقابلة السبت مع اذاعة "بي بي سي"، قال توم باور الذي كتب سيرة ريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجن غالاكتيك ان مهندسين عدة تركوا عملهم في المجموعة خوفا من وقوع حوادث، ولاسيما بعد حادث العام 2007.
واضاف باور "كل المهندسين العاملين في المشروع الذين التقيتهم في كاليفورنيا قالوا لي انه خطر جدا".ونقلت صحيفة "صنداي تلغراف" عن كامبل قولها "هذا الانفجار لم يكن مفاجئا لي، بل هو تماما ما كنت اتوقعه".واسفر الحادث عن مقتل احد الطيارين ويدعى مايكل السبوري وهو في التاسعة والثلاثين من العمر، اما الطيار الثاني بيتر سيبولد فقد اصيب بجروح بالغة لكنه استعاد وعيه وتحدث مع عائلته واطبائه.لكن برانسون رد على الانتقادات والتكهنات المبكرة بالقول "بكل صراحة، اجد انه من غير المسؤول ان يتحدث اناس عما لا يعلمون، وقبل ان تصدر نتائج تحقيقات مكتب سلامة النقل".
وبدا مصمما على مشروعه الطموح، قائلا "لا شك ان الخطر ماثل دائما في رحلات الفضاء، نحن ندرك ذلك، ولن تكون مواصلتنا لمشروعنا على غير هدى".وبحسب شهود كانوا في موقع اطلاق المركبة، فانها لم تنفجر حين انفصلت عن الطائرة التي حملتها الى ارتفاع 13 الفا و700 متر. لكنها بعد ذلك واجهت مشكلات ادت الى تحطمها.واعتبر خبراء في قطاع الفضاء ان هذه الحادثة تمثل ضربة للصناعة السياحية الفضائية، متوقعين تأخير أول رحلة تجارية سنوات.وفي رصيد "فيرجن غالاكتيك" 650 سائحا حجزوا اماكن لهم للمشاركة في رحلات الى الفضاء القريب، ويبلغ ثمن التذكرة الواحدة 250 الف دولار لرحلة تستمر بضع دقائق. وقد عمدت الشركة البريطانية اخيرا الى زيادة ثمن هذه التذكرة بخمسين الف دولار اضافي.