دمشق ـ سانا
لاتزال رحلة البحث عن الكنز المفقود مستمرة ولاتزال “الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق” تواصل منذ اكثر من سنتين إعادة اكتشاف المناطق الأثرية في دمشق القديمة وتوثيقها عبر صور وتقارير دورية لتشجيع السياحة الداخلية بجهود تطوعية.
فبعد اكتشاف متاحف دمشق وكنائسها وقصورها وخاناتها جاء دور أسواقها فدمشق المشهورة بأنها مدينة الدكاكين لكثرة أسواقها تشتهر أيضا بتنوع هذه الأسواق وتخصصها ويشكل التجول في هذه الأسواق المسقوفة التي تحجب نور الشمس وبرد الشتاء متعة لزوارها ومحطة اساسية لكل زائر لدمشق.
واللافت في هذه الأسواق أنها تشكل شبكة متكاملة ومتصلة بحيث يتمكن الزائر من زيارتها في يوم واحد دون ان يشعر بالملل لأنها لا تقتصر على البضائع بل تضم العديد من الأماكن الأثرية والتاريخية المهمة كالجامع الاموي وقصر العظم والخانات الأثرية والمتاحف والمدارس العربية والخانات.
وانطلاقة الجولة قبل يومين كانت من سوق الحميدية الأشهر والأكبر حيث قدم الدليل السياحي “أحد شباب الجمعية المهتم بالتاريخ والآثار” للمشاركين القادمين من مختلف المحافظات السورية اضاءة على المكان وتاريخه بهدف تعريف المشاركين بالأهمية التاريخية لمناطق كثيرا ما يزورونها مع اصدقائهم دون معرفة هويتها.
وسوق الحميدية الذي يبلغ طوله 600 متر وعرضه 15 مترا يتيح للزائر متعة التسوق لتنوع بضائعه وتعددها كما تقول المشاركة لما لافتة إلى أنه يضم الأزياء المتعددة والمعروضات الثمينة من السيوف الدمشقية والبورسلين القديم وانواع السجاد الدمشقي القديم والبروكار الموشى بخيوط الذهب.
وتستكمل الجولة بزيارة الجامع الأموي الكبير حيث تعتبر زيارة هذا الصرح زيارة للتاريخ كما علق احد المشاركين حيث اطلعوا على معالمه وطرق عمارته القديمة وعمليات الترميم والصيانة التي شهدها الجامع قبل أن ينتقلوا إلى سوق البزورية الذي يقع في الجنوب الشرقي للجامع وتباع فيه البهارات والتوابل والعطور والأعشاب والسكاكر والشموع.
والبزورية حسب الدليل المرافق سوق اثري يحتوي على العديد من الخانات الأثرية والمحلات ويمتد بين قصر العظم وسوق الصاغة إلى سوق مدحت باشا وهو مغطى بساتر معدني من شماله وحتى جنوبه عرف في السابق باسم سوق القمح ثم الدهيناتيه إذ كانت تصنع فيه سائر الدهون ثم باسم سوق العطارين قبل أن يأخذ اسمه الحالي البزورية.
وانتقل المشاركون الذين تناولوا مشروب التوت الشامي من أحد الباعة الموسميين الذين تشتهر بهم دمشق إلى قهوة النوفرة في الطريق إلى سوق مدحت باشا حيث العديد من الأماكن والمواقع والبيوت التي يمكن زيارتها مع التسوق منه ومن هذه الأماكن مكتب عنبر وهو بيت دمشقي وبيوت نظام والسباعي إضافة إلى الخانات القديمة التي مازال تجار دمشق يستخدمونها كمستودعات لبضائعهم ويتفرع منه سوق الصوف وسوق الخياطين.
وبين عضو مجلس إدارة الجمعية خالد نويلاتي أن جولة الأسواق هي جزء من برنامج البحث عن الكنز المفقود الذي انطلق في العام 2012 ويهدف من خلال هذه الجولات البسيطة ليس إلى الاستكشاف الفعلي لأن أغلبية المناطق مكتشفة لكن الهدف من الجولة اعادة استكشافها من قبل الأشخاص الذين لا يعرفونها وتصوير وتوثيق هذه الأماكن لافتا إلى أن برنامج البحث عن الكنز المفقود جاء من كون دمشق فيها كنوز كثيرة مفقودة اما لنقص المعلومات عنها أو عدم التعرف عليها وستحصل على الكنز بمجرد التقاطك صورة أو اطلاعك على المعلومات التاريخية الخاصة بالمكان.
وأوضح أن النشاط القادم للجمعية سيكون في الشهر المقبل في الساحل السوري تحت اسم بحر وبس.