عمان - المغرب اليوم
لم يتوقع كلا من سيف ابراهيم واسلام اليماني أن تكون رحلة كل منهما السياحية محفوفة بالعراقيل والمعيقات في المناطق الاثرية والسياحية في كل من البتراء والبحر الميت التي زاراها، كونهما يعانيان من اعاقة حركية ولم يجدا التسهيلات اللازمة لضمان التمتع برحلة سياحية تساعدهما في التعرف على مناطق المملكة السياحية .
ابراهيم واليماني نموذجان لهذه الفئة التي تحلم مثل غيرها أن تتمتع بالخدمات السياحية والتسهيلات للتعرف على الاماكن التاريخية والتراثية في مختلف مناطق المملكة،بحيث تكون هناك خدمات على مستوى البنى التحتية مثل الممرات والمسارب التي تمكن هذه الفئة من التجول في الاماكن السياحية بسهولة. منظمة السياحة العالمية وضعت هذا العام شعارا لها في الاحتفال العالمي ليوم السياحة الذي يصادف اليوم ، بعنوان "السياحة للجميع - تعزيز سبل استفادة الجميع" ، بحيث لا تحرم أية فئة من السياحة.
ويدعو خبراء واكاديميون لتوفير التسهيلات البيئية لذوي الاعاقة،إذ أن نسبة السياحة لذوي الاعاقة في المملكة هي 2%وفق دراسات متخصصة في هذا المجال.
ووفق دائرة الاحصاءات العامة لعام 2015 فإن نسبة ذوي الاعاقة في المملكة تقدر بحوالي 13% ، وتشكل حوالي 15 % من السكان بحسب التقديرات العالمية.
عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الاردنية العقبة الدكتور ابراهيم بظاظو قال ان الاردن ريادي في ادخال نمط جديد من السياحة على خريطة السياحة العالمية ، من خلال اطلاقه مفهوم السياحة للجميع في العام 2011، والذي يهتم في جوانبه بسياحة الاشخاص ذوي الاعاقة وتمكينهم من زيارة المواقع السياحية.
وأشار الى انه في العام 2011 كانت هنالك مبادرة للسياحة للجميع انطلقت من جامعة الشرق الاوسط وتستند إلى ثلاث مراحل ، الاولى تمكين سياح فئة ذوي الاعاقة في الاردن لزيارة المواقع السياحية ، اما الثانية تمكين ذوي الاعاقة من صناعة الحرف اليدوية كونها العمود الفقري في صناعة السياحة ، اما المرحلة الثالثة فهي المسرح الصامت التي من خلالها يمكن الاستفادة في حضور عروض مسرحية في المناطق السياحية ، وتمكين الشرطة السياحية من التعامل مع ذوي الاعاقة، وادلاء سياحة مؤهلين في التعامل مع هذه الفئة.
وأوضح ان هيئة تنشيط السياحة انتجت فيلما للاشخاص ذوي الاعاقة للتواصل مع ذوي الاعاقة، كما استطاع الاردن فرض مفهوم السياحة للجميع على مستوى العالم، ومن أوائل دول العالم في الاعتراف وتبني هذا المفهوم.
وقال لم نصل الى مرحلة النضج في تطوير المواقع الاثرية مثل البتراء وام قيس في استقطاب ذوي الاعاقة، مع أنه لدينا فنادق مؤهلة لاستقطابهم.
وقالت مديرة الاتصال والاعلام في هيئة تنشيط السياحة تهامة النابلسي إن الهيئة تعمل على تدريب ادلاء السياحة على لغة الاشارة ، وتم تدريب عدد كبير منهم، مبينة ان الهيئة تقوم بالترويج والتسويق للمناطق السياحية بمختلف الوسائل الاعلامية وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار استاذ التسويق السياحي في الجامعة الاردنية الدكتور مأمون علان إلى ان نسبة السياحة لذوي الاعاقة في المملكة تشكل 2%وفق دراسات متخصصة ، وأن معظم العاملين في القطاع السياحي بما فيهم الادلاء السياحيين غير مؤهلين للتعامل مع ذوي الاعاقة، كاستخدام لغة الاشارة والمهارات الاخرى للتواصل مع هذه الفئة.
وبين ان عوامل العرض السياحي من بنى تحتية وفوقية وخدمات وتسهيلات سياحية غير ملائمة تماما لحركة ذوي الاعاقة، إذ ان معظم المواقع السياحية في الاردن وبالاخص المواقع الاثرية والطبيعية غير صالحة لممارسة التجارب السياحية لزوار ذوي الاعاقة، كما ان الخطاب السياحي يهمل هذه الفئة في اجندته وكذلك فئة كبار السن، حيث لا توجد خدمات أو أية عروض سياحية خاصة بهم.
وأوضح اهمية تطوير البرامج التسويقية والترويجية وكذلك النهوض بالاتصال والاعلام السياحي لزيادة الوعي حول هذا النمط السياحي.
وقالت عضو منظمة السياحة العالمية وعضو الشبكة العربية لترويج السياحة البينية ورئيس قسم السياحة والاثار في جامعة الشرق الاوسط الدكتورة سائدة عفانة أن مفهوم السياحة للجميع يأتي في سياق مبادرة أعنلتها رئيس الشبكة العربية لترويج السياحة البينية الدكتورة سناء شقوارة ، مؤسسة الشبكة في جامعة الشرق الاوسط ونائب رئيس أمناء الجامعة.
وبينت أنه من خلال توصيات مؤتمر السياحة للجميع فإنه تم التركيز على توظيف القوانين التشريعية لخدمة الاشخاص ذوي الإعاقة والإستفادة من بعض بنود تلك القوانين المطبقة في الدول العربية لتحقيق مبدأ التكافؤ، باعفائهم من رسوم الدخول للمتاحف والمناطق الأثرية، وتقديم التسهيلات اللازمة لهم مثل الممرات والمسارات الميسرة، وتوفير العربات الصغيرة من المناطق التي بحاجة إلى السير على الأقدام، واختيار غرف لذوي الإعاقة ضمن مواقع سهلة الوصول وقريبة من الخدمات الفندقية،الى جانب ايجاد الممرات والمصاعد لهم وأن تكون مدينة مأدبا نموذجا لذلك، وإشراك المعاقين حركياً في عملية التوعية المجتمعية من خلال تقديم البرامج التوضيحية والارشادية لذوي الإعاقة البصرية باستخدام العصى، والنظر في حوكمة قطاع السياحة.
وأشارت الى ان العديد من المواقع الاثرية والمناطق السياحية بحاجة الى تسهيلات خاصة لذوي الاعاقة وبخاصة مدينة البتراء، إذ ان التسهيلات متوفرة في مدخلها فقط ، بينما تفتقر في باقي المدينة حيث الارض غير مستوية وغير مهيأة لذوي الاعاقة.
الأمين العام للجمعية العامة للامم المتحدة بان كي مون قال في رسالته بهذه المناسبة أن لكل شخص الحق في الاستفادة من خدمات الترفيه والسياحة على قدم المساواة مع الآخرين، لكن ما زال ثمة بليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون تحت وطأة الإعاقة، إلى جانب الأطفال والمسنين وغيرهم من الأشخاص المحتاجين إلى تسهيلات خاصة، ويواجهون جراء ذلك عقبات تحول دون حصولهم على خدمات السفر الأساسية، مثل المعلومات الواضحة والموثوقة، وتسهيلات النقل والخدمات العامة الناجعة، والبيئة المادية التي يسهل التنقل في مرافقها، وبالرغم من توافر التكنولوجيا الحديثة، ما زال الأشخاص المصابون بإعاقات بصرية أو سمعية أو حركية أو معرفية غير قادرين على اللحاق بالركب في عدة وجهات سياحية.
وبين كي مون انه لا ينطوي تيسير سبل الاستفادة على فرص تجارية هامة فحسب، بل إنه يشكل حجر الزاوية في كل سياسة سياحية واستراتيجية لتنمية المشاريع التجارية إذا أريد لها أن تكون مسؤولة ومستدامة، مشجعا صانعي السياسات ومنظمي الرحلات السياحية والشركات التي تعمل مع الأشخاص ذوي الاعاقة على العمل معاً من أجل إزالة جميع الحواجز الذهنية والمادية التي تعوق السفر.
ويذكر ان منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قررت اطلاق اليوم العالمي للسياحة في دورتها الثالثة المنعقدة في إسبانيا، أيلول من العام 1979، تخليدا للذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية في 27 ايلول من العام 1970، تعزيزا لوعي المجتمع الدولي بأهمية السياحة، ومعالجة للتحديات التي تواجه قطاع السياحة.