نيويورك ـ أ.ف.ب
دشنت محطة القطارات في برج التجارة العالمي الخميس بحضور المهندس المعماري سانتياغو كالاترافا الذي اعتبرها "هدية لجميع سكان نيويورك" على رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت لميزانية هذا المشروع.
وقطع المهندس الاسباني سلسلة الحديد عند مدخل مبنى "أوكولوس" الكبير للمحطة التي تتعرض للانتقاد منذ سنوات عدة والتي كان من المفترض أن تنجز سنة 2009.
فقد تضاعفت ميزانيتها تقريبا في خلال 12 عاما، من 2 إلى 3,85 مليارات دولار، لتصبح بالتالي أغلى محطة قطارات في العالم.
وكانت هيئة وسائل النقل التي تربط بين نيويوروك ونيو جيرسي (بورت أوثوريتي) المكلفة بهذا لمشروع قد خططت بداية لتدشين المحطة بعيدا عن الأضواء، لكن الحماسة الطبيعية التي يتميز بها سانتياغو كالاترافا أضفت طابعا فرحا على هذا الحدث.
فقد جذب المهندس بسحره الحضور خلال تجوله في "اوكولوس" الذي يبلغ علوه 49 مترا وطوله 111 مترا، وهو راح يلقي التحية على المارة ويقف إلى جانبهم لأخذ صور "سيلفي".
وقال كالاترافا "إنها لحظة تاريخية" وهذه المحطة بمثابة "هدية لجميع سكان نيويورك"، مضيفا "آمل أن يتوافدوا إليها ويستوعبوا الرسالة الموجهة من خلالها".
وأعرب المهندس المعروف بتصاميمه البيضاء المستديرة الشكل عن رغبته في اعتبار هذه العمارة "أداة للتحديث في مانهاتن السفلى".
وأمل أيضا في أن تندرج "في سياق المباني العامة الكبيرة"، مثل محطتي "غراند سنترال" أو "بن ستايشن" الكبيرتين في نيويورك.
وأعرب سانتياغو كالاترافا عن امتنانه لهيئة "بورت أوثوريتي" التي واجهت قيودا لوجستية وسياسية كبيرة، قائلا "تولوا الإشراف بإحكام ... ونفذ هذا المشروع في خلال 12 عاما من دون حوادث كبيرة".
ومن المقرر أن تضم المحطة قطارات الضواحي التي تصل إلى نيو جيرسي و11 خطا لقطارات الأنفاق، فضلا عن مركز تجاري كبير يمتد على 34 ألف متر مربع تقريبا تابع لمجموعة "ويستفيلد" سيفتتح في آب/أغسطس.
- "لا غنى عن الإعمار" -
وغمرت السعادة العمال الذين عملوا على هذا المشروع لسنوات عند رؤية الجمهور يتوافد إليه.
وقال أحدهم من دون الكشف عن هويته "أشعر بأني قد أنجزت المهمة الموكلة إلي".
فهذا الرجل الأربعيني كان يتعاون مع سلطات النقل قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2011 وبدأ العمل في هذه الورشة سنة 2007.
وهو قد أعرب عن فخره بالعمل هنا قبل أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وفرصة العمل على هذا المشروع التي قدمت له وإتمام المهمة.
ولم يعر السكان الذين توافدوا إلى فعاليات التدشين أي أهمية للجدل الدائر حول كلفة المشروع وبطئه.
وقال مايكل دافي المسؤول في "بورت أوثوريتي" المكلف بالإشراف على المتاجر في الموقع "أظن أن الناس لا يدركون بالفعل عدد المشاريع التي شيدت جنبا إلى جنب"، موضحا "لدينا هنا متحف ونصب تذكاري وبرج هو الأعلى في العالم الغربي (برج التجارة العالمي)، بالإضافة إلى خط قطارات أنفاق يمر في الوسط".
وذكرت روزانا التي تتنقل كل يوم بين مانهاتن ونيو جيرسي بأن "الصبر فضيلة". وهي شهدت على سقوط البرجين التوأمين في 11 أيلول/سبتمبر 2001.
ولا يزال الخوف يخالجها عند مرورها في الموقع لكنها أكدت "قاموا بعمل رائع وإنه لأمر مذهل".
واعتبر المهندس روب غيبسون الذي عمل على هذا المشروع لمدة 10 أعوام "من غير المقبول ترك ثغرة في الخريطة. فلا غنى عن الإعمار".