تافيلالت-المغرب اليوم
في غمرة الارتفاع المستمر لدرجة الحرارة في جل المدن المغربية، غالبًا ما يقع الاختيار على الشواطئ أو المسابح أو حتى الغابات من أجل مقاومة هذه الحرارة المفرطة، والبحث عن حلول، بيد أن هنالك من اختار في قصده رمال الصحراء، بحثًا عن مآرب في نفسه.
في هذا الإطار اختارت العديد من الأسر المغربية ، بل و حتى الأجنبية الوجهة إلى حمامات الرمال في مدينة مرزوكة، التي أضحت رافدًا أساسيًا للسياحة في منطقة تافيلالت، حيث عرف عدد السياح الوافدين إلى المنطقة ارتفاعًا متزايدًا خلال الأعوام الأخيرة، وهو إقبال لم يكن وليد الصدفة، بل بفضل سمعتها العالمية، بفعل قدرة رمالها على وضع حد لمعاناة مرضى الروماتيزم بمجرد أخذهم حمام رمال ساخن، لتثبت بذلك أن هذه المنطقة الصحراوية القاحلة، و التي تسجل فيها أعلى مستويات درجات الحرارة في المغرب كله، لا تقل أهمية عن باقي منابع المياه المعدنية التي يقال أنها فعالة فيما يخص علاج كثير من الأمراض.
لكن قبل الشروع في أخد حمام الرمل هذا، لابد من الخضوع لبعض الفحوصات الطبية الدقيقة، مخافة ألا تلائم هذه الأجواء الاستثنائية صحة من لا يحتملها، وهو أمر لا بد منه تفاديًا لوقوع أي مضاعفات لا قدر الله، حيت يتم وضع الشخص المريض وسط الرمال تحيط بكل جسده عدا الرأس لمدة تبلغ ما بين 5 إلى 10 دقائق، تتكرر لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام، مع أخذ قسط كاف من المياه، على أن يُلف المريض بغطاء ساخن، ويعطى كأس شاي على الطريقة الصحراوية، إلى أن يستريح ويستعيد صحته وعافيته المرجوة.
وتتميز مرزوكة، بالإضافة إلى روعة مناظرها الخلابة، بصفاء رمالها الأخاذ المتناغم مع أشعة الشمس، إذ تنعكس هذه الأخيرة على الرمال لتزيد لونها الذهبي جمالًا، منظرٌ يجعل العديد من السياح يرابطون في خيام ينصبونها في عمق الصحراء لإيمانهم بأن الاستمتاع بمناظر مرزوكة لا يتم إلا بقضاء ليلة واحدة، على الأقل، على طريقة الرحل، حتى تتأتى لهم فرصة معاينة لحظة تلاقي الشمس والرمال من جديد للخروج في رحلة استكشافية للمنطقة.
وبهذا يكون المغرب بفعل تنوع مناخه وتضاريسه وثقافته ولهجاته، وأيضا رحابة صدر سكانه وكرمهم المعروف، قبلة مغرية لكل السياح الراغبين في التمتع بمناظره الجميلة الأخاذة.