الرباط - أ.ش.أ
تعتبر شلالات أوزود من أروع وأكبر الشلالات في المغرب والتي يقصدها السياح على مدار العام لما تتمتع به من سحر خاص وطبيعة خلابة لا تقاوم.. فهي تعد رحلة في عالم سحر الطبيعة، تسلب العقول بتضاريسها وطبيعة المنطقة الجبلية.
وتقع الشلالات في إقليم "أزيلال" على بعد حوالي 350 كيلو مترا جنوب العاصمة المغربية الرباط، وقرابة 150 كيلومترا شمال شرق مدينة مراكش، كما تبعد نحو 80 كم عن مدينة "بني ملال" التي تشتهر هي الأخرى بشلالات "عين أسردون" وعدد من البساتين ذات المساحات الكبيرة دائمة الخضرة.
وتنهمر مياه الشلالات من على ارتفاع حوالي 110 أمتار لتعطي أروع مشهد يمكن أن تراه عيناك في المملكة خصوصا في الصباح الباكر عندما يحلق قوس قزح بألوانه السبعة ليتوج منظر الشلالات، وهي من أفضل الأماكن في المغرب لمن يبحث عن الماء والخضرة والراحة والسكينة والأحلام والرومانسية.
وتعني كلمة (اوزود) باللغة الامازيغية (الزيتون) نظرا لانتشار شجر الزيتون على طول الطريق من بني ملال وحتى مراكش وهو ما ساعد على انتشار عدد من معاصر الزيتون في الإقليم ككل.
وتستغرق الرحلة للوصول لشلالات أوزود، من ساعة ونصف إلى ساعتين بالنسبة للقادم من "بني ملال" من الشرق ، أو للقادم من مراكش من الغرب، وسط طريق شيق وممتع مليء بالمنحنيات بين قمم الجبال وغابات البلوط والأشجار المثمرة، وما أن يصل الزائر إلى منطقة الشلالات ، إلا ويمكنه التمتع برؤية انهمار مياه الشلالات من أكثر من زاوية، سواء من أعلى الشلالات أو أسفلها، ومن يمينها أو يسارها.
فعندما يسلك الزائر السلالم المؤدية إلى أسفل الشلال، من على يساره، لابد أن يستمتع بالمقاهي البسيطة والرخيصة، والبضائع التي يعرضها التجار في محلات بدائية بسيطة - دون إلحاح على الزائرين - من حلي تقليدية ومصنوعات محلية سواء تحف أو أنتيكات أو هدايا تذكارية، والجلباب المغربي التقليدي، وذلك طوال مشوار الهبوط إلى أسفل الشلال عبر سلالم صخرية تتكون من 725 درجة، متراصة بطريقة لا تجعلك تشعر بالتعب، على الأقل في رحلة الهبوط، مع انتشار مجموعة من القردة الأليفة الهادئة التي ترحب بالزائرين وتنتظر أن تغدق عليها بالفول السوداني والموز ليس أكثر في منظر جميل وممتع.
وتنتشر محلات بيع الطاجين والأكلات المغربية على طول السلم الموصل لأسفل الشلالات، بخلاف عدد من المقاهي الشعبية التي تتيح لك نظرة بانورامية لمياه الشلالات المتدفقة بقوة، وكل ذلك بأسعار رخيصة جدا.
وعند الوصول لمصب الشلال يمكنك أخذ قارب صغير بمجدافين، والذي يتيح لك الاقتراب من نقطة المصب والاستمتاع بأخذ صور تذكارية قد لا يوجد في جمالها في المملكة المغربية كلها.
ويمكن لعشاق التخييم أن يستأجروا خياما وينصبوها هناك بمنتهى الأمان والخصوصية ، ليستمتعوا بصوت هدير الشلالات والاستظلال بظلال الأشجار الوارفة التي توفرها أشجار الزيتون والبلوط.
ويفضل للزائر أن يبيت هناك ليتمكن من الاستمتاع في الصباح الباكر برؤية مشهد شروق الشمس وقوس قزح وتجمع الندى على ورق الأشجار قبل وصول المجموعات السياحية إلى المنطقة.. خصوصا وأن الإقامة في الغرف الفندقية أو "الموتيلات" أو إحدى الشقق المعدة للإيجار، رخيصة وأسعارها في متناول الجميع بمبالغ تتراوح ما بين 150 و350 درهما حسب المستوى والتجهيز.