مدريد - المغرب اليوم
رحل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، عن صفوف "الملكي" لينضم إلى صفوف فريق يوفنتوس بعد سنوات طويلة من العطاء مع الفريق الإسباني، حيث أصبح اللاعب واحدًا من أساطير اللعبة الذين لعبوا في ثلاثة دوريات كبيرة في إيطاليا، لأن انتقاله إلى يوفنتوس تحديدًا يمنحه فرصة عظيمة في أن يكون من قلة قليلة حصلوا على الثلاث بطولات.
لكن بكل تأكيد ليست البطولات وحدها هي من تصنع أسطورة كريستيانو رونالدو، لذلك دعونا نستعرض في الأسطر المقبلة أبرز المحطات التي صنعت لاعب بشخصية الدون وإمكانياته:
البداية الغير محترفة
والد كريستيانو رونالدو كان يعمل عامل في غرفة ملابس بنادي هواة يدعى أندورينيا، وقتها قام بتدبير عمل لنجله في النادي كلاعب كرة قدم شاب، إلا أنه لم يستمر كثيرًا كلاعب هاوي، فانتقل لفريق ناسيونال ماديرا وهو في عمر الـ10 سنوات، وأمضى هناك عامين قبل أن ينال فرصة خوض تجارب الانضمام لشباب فريق سبورتغ لشبونة، ووقتها لم يتردد رونالدو في الذهاب لمدينة لشبونة والتي تبعد عن ماديرا كثيرًا، وانتقل للفريق مقابل حوالي 1500 جنيه إسترليني.
البداية الصعبة لرونالدو من فريق هاوي انتقالًا لفريق المدينة والانتقال لصفوف سبورتينغ لشبونة منحت نجم ريال مدريد الحالي القدرة على تقدير الأمور الجيدة التي تحدث له، وعلمته عدم التفريط في الفرص بسهولة.
رونالدو المشاغب
ربما يُعرف عن كريستيانو أنه لاعب مشاغب بعض الشيء في الملعب، من مشاجرات مع الخصوم ومحاولات غير شرعية للحصول على ركلات جزاء، لكن ما هو غير معروف عن رونالدو أنه كان كذلك منذ قديم الأزل، فالنجم البرتغالي كان قد اتفق مع والدته عندما كان عمره 14 عاما أن يستكمل تعليمه ويستمر في كرة القدم بأوقات فراغه، وقد نفّذ الاتفاق مع والدته، لكن سريعًا ما أوقع نفسه في المشاكل بالمدرسة، وقام بإلقاء مقعد خشبي على معلمه.
تصرفات رونالدو في مرحلة المراهقة كلفته الكثير، ومن بعد ذلك الموقف قامت دولريس والدته بتقويم تصرفاته بشكل كبير، وتحول من بعدها اللاعب الشاب لشخص آخر يقدر الالتزام، ويتفهم كيفية احترام الآخر.
مشكلة صحية كادت تنهي مسيرته
بعد مشكلة معلمه بعام واحد وجد كريستيانو رونالدو نفسه في مشكلة جديدة أكثر صعوبة، وحلها قد يجعله يبتعد عن ملاعب كرة القدم للأبد، ففي عمر الـ 15 عاما تم التأكد أن رونالدو يعاني من حالة نادرة بأمراض القلب، تدعى تسارع القلب، وهو ما قد يفقده حياته حال استمر في كرة القدم كالكثير من ممارسي الرياضة حول العالم مثل مارك فيفيان فوي.
رونالدو خضع لعملية جراحية بالليزر في صباح أحد أيام عامه الخامس عشر، وخرج من المستشفى مساءً، قبل أن يستأنف تدريبات كرة القدم بعدها بعدة أيام، فتلك المشكلة العارضة التي واجهت رونالدو وأسرته جعلت والدته ترى في نجلها شخص مصّر على تحقيق أحلامه، حتى لو لم تكن حالته الصحية في أفضل ما يكون.
نقلة جديدة في مسيرة اللاعب الشاب
اسم المدرب الروماني لازلو بولوني إذا ما أتى على مسامع رونالدو يدرك البرتغالي على الفور الدور الذي قدمه المدير الفني في ذلك الوقت لسبورتينغ لشبونة لمسيرته العظيمة، فبولوني كان مديرًا فنيًا للفريق الأول، وقام بتصعيد رونالدو لفريق الشباب بعد أن شاهد قدراته الفنية، ليستطيع متابعته عن كثب.
بسبب بولوني وقدرات رونالدو وإصراره نجح كريستيانو في اللعب لفرق لشبونة تحت 16 و 17 و18 عاما والفريق الثاني والفريق الأول للنادي البرتغالي في عام واحد فقط، وبعد عام واحد من ذلك لعب "الدون" مباراته الأولى في الدوري البرتغالي تحديدًا في السابع من أكتوبر 2002 أمام مورينسي وسجل هدفين من أصل ثلاثة سجلها الفريق.
عرضه على برشلونة وليفربول وأرسنال
في 2003 قام وكيل رونالدو بعرضه على كبار القوم في أوروبا، ليفربول وبرشلونة وأرسنال والعديد من الفرق الأخرى، لم يكن منها مانشستر يونايتد أو ريال مدريد، لكن أرسين فينغر المدير الفني للأرسنال بذلك الوقت أبدى اهتمامًا باللاعب وكان قريبًا للغاية من الحصول على خدماته في نوفمبر/تشرين الثاني بنفس العام، لكن مباراة ودية بين سبورتينغ لشبونة ومانشستر يونايتد غيّرت طريق رونالدو تمامًا لينتقل إلى "الشياطين الحمر" بدلًا من أرسنال.
السير أليكس فيرجسون من بعد أن شاهد رونالدو في تلك المباراة رفض أن يكون هناك احتمال ولو لـ 1% أن يرتدي كريستيانو قميص فريق آخر.
جيجز يسدي له نصيحة عمره
وصل رونالدو الشاب لمأدبة الإفطار مع زملاءه الجدد بمانشستر يونايتد وهو يحمل في يده مشروب غازي، أمرًا عاديًا واعتاد عليه من قبل في صفوف سبورتينغ لشبونة، وفجأة ثار الويلزي راين جيجز غاضبًا على المشهد الذي وقعت عليه عينه، وصرخ في كريستيانو رونالدو دفعه في صدره مطالبًا إياه بإبعاد ذلك المشروب عن طاولة الطعام.
تصرف جيجز كان غير مفهومًا بالنسبة للنجم البرتغالي الشاب للوهلة الأولى، لكن كلمات الويلزي التي حذّر بها رونالدو من تكرار تناول ذلك المشروب لاقت طاعة كبيرة من رونالدو، الذي تعامل مع جيجز كمعلم بالنسبة له واستمع لنصيحته دون نقاش رغم حدة تصرف الويلزي، وهو ما يتنافى مع شخصية البرتغالي، لكن ذلك التصرف أظهر استعداد كبير لدى كريستيانو لتعلم المزيد والاستفادة من النجوم من حوله.