تونس ـ أزهار الجربوعي
أكدت وزارة السياحة التونسية، الأربعاء، أن المسؤول الأميركي للرحلات البحرية السياحية هولند أميركن لاين أعلن عن إدراج تونس ضمن مجموعة محطاته البحرية في المتوسط، بعد انقطاع ناهز 3 أشهر على خلفية الاعتداء على سفارة الولايات المتحدة الأميركية في تونس في 14 أيلول/ سبتمبر الماضي بسبب الفيلم الأميركي المسيء لنبي الإسلام، من جهة أخرى أعلنت الخطوط الجوية التونسية عن إطلاق خط مباشر باتجاه مدينة سبها الليبية، بداية من شباط/ فبراير المقبل.
واستنادًا إلى بيان وزارة السياحية التونسية الذي أصدرته، الأربعاء، فإن المسؤول الأميركي عن رحلات السياحية البحرية أعلن استئناف نشاطها في تونس، وذلك بعد أن رست باخرة الرحلات البحرية روتردام، السبت الماضي، في ميناء حلق الوادي وعلى متنها 1350 سائحًا أميركيًا بينهم 650 شخصًا قاموا بزيارة مناطق قرطاج وسيدي بوسعيد ومدينة تونس العتيقة ومتحف باردو.
وكانت الشركة الأميركية، قد علقت نشاطها في تونس، منذ أيلول/سبتمبر 2012، على خلفية حادث الاعتداء على السفارة الأميركية في الشهر ذاته، بعد أن أقدم محتجون إسلاميون على إضرام النار في جزء من مبنى السفارة احتجاجًا على فيلم أميركي مسيء للإسلام، وهو ما كلف تونس خسائر فادحة في قطاع السياحة قدرت بمليارات الدولارات، خاصة بعد إلغاء 14رحلة بحرية إلى ميناء حلق الوادي ، كان من المتوقع أن تستقطب أكثر من 50 ألف سائح أجنبي، كما كانت السفارة الأميركية تحذر رعايا باطراد من الوضع الأمني في تونس، كان آخرها نهاية الأسبوع الماضي على خلفية العمليات العسكرية الفرنسية في مالي التي أدت إلى نشوب مخاوف بشأن احتمال تعرض الرعايا الأجانب إلى عمليات اختطاف شبيهة بما حصل في الجزائر.
ويأتي قرار استئناف نشاط الشركات السياحية البحرية الأميركية، تتويجًا لعديد المشاورات بين مختلف الفاعلين التونسيين والمجهزين الأميركيين لا سيما خلال مشاركة تونس في صالون "سي ترايد ماد" الملتئم بمرسيليا (فرنسا) في كانون الأول/ ديسمبر 2012 .
وأكدت وزارة السياحة التونسية أن "هذه العودة كان لها الوقع الايجابي لدى مهنيي القطاع في تونس خاصة في ظل التراجع الكبير المسجل خلال السنتين الفارطتين، بعد أن وصل عدد السياح الوافدين على تونس في إطار الرحلات البحرية سنة 2010، إلى 900 ألف سائح من جنسيات مختلفة.
على صعيد آخر، تفتتح شركة الخطوط الجوية التونسية في الأول من شباط/فبراير خط رحلات بين تونس ومدينة سبها في جنوب ليبيا(800 كلم جنوب طرابلس) .
وستنتظم الرحلات في المرحلة الأولى بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا أيام، الاثنين والأربعاء، والجمعة، كما ستضيف الشركة ثلاث وجهات جديدة تنطلق من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) لتصبح خمس رحلات أسبوعيًا بدلاً عن اثنتين حاليًا .
من جهة أخرى، عززت الشركة التونسية الخاصة للطيران "سيفاكس آرلاينز" أسطول طائرتها بعد أن أبرمت اتفاقًا مع شركة "إيرباص إندستري" يقضي باقتنائها 10 طائرات إيرباص مجهّزة بمحركات "سي أف أم" من مجموعة سافران.
وبالنسبة لأنواع الطائرات التي من المنتظر أن تتسلمها "سيفاكس ارلاينز" على دفعات أولها ستكون في غضون سنة 2015 وستتواصل إلى سنة 2020، فهي كالتالي، ثلاث طائرات من نوع A320neo وثلاث طائرات من نوع A320ceo إلى جانب أربع طائرات أخرى حسب الطلب.
كما وقّعت "سيفاكس ارلاينز" على مذكرتي تفاهم لإطلاق مشروعين تكنولوجيين هامّين بتونس، ويتعلق المشروع الأوّل الذي تشترك فيه مع "إيرباص إندستري"، بإنشاء وحدة استنباط وإنتاج أنظمة إلكترونيّة لقطاع الطيران، فيما يتمثل المشروع الثاني، وهو ضمن شراكة مع مجموعة "سافران"، في إقامة مركز تكنولوجي لهندسة الطيران.
و أكّد رئيس مدير عام "سيفاكس آرلاينز"، رجل الأعمال التونسي محمّد الفريخة، أنّ هذه الطائرات الجديدة ستكون بمثابة أداة هامّة جدّا لتطوير الشركة ومواصلة نموّها انطلاقا من تونس في اتجاه دول حوض البحر الأبيض المتوسّط وأوروبا، مضيفا أنّ برمجة الاقتناءات تندرج ضمن توجّه "سيفاكس آرلاينز" لتوسيع شبكتها نحو أمريكا الشماليّة وآسيا وإفريقيا.
وقال الفريخة "إنّ إدماج طائرات إيرباص A320neo ضمن أسطولنا، وذلك لأول مرّة بالقارة الإفريقيّة، يمكنّنا من تحقيق هذه الأهداف ويوفّر لنا اقتصادا هامّا بنسبة 15% من استهلاك الطاقة ومردوديّة عالية".
وأشار الفريخة أنّ تعزيز سيفاكس آرلاينز هو فينفس الوقت تعزيز لمجمل الأسطول الجوّي التّونسي، مما يمثل دفعا هامّا للسيّاحة والاقتصاد الوطني، خاصة وأن تلك الطائرات العشر ستساهم في توفير مالا يقل عن 1000 موطن شغل.
ويذكر أن شركة "سيفاكس ارلاينز"، تعتبر شركة الطيران الأولى خاصة يقع تأسيسها في تونس بعد الثورة بعد أن كان الاستثمار في هذا المجال حكرا على المقربين من عائلة الرئيس المخلوع وعائلته، وهو ما دفع بالعديد من رجال الأعمال التونسيين بالهجرة نحو أوروبا.