لندن ـ كاتيا حداد
يُعرف الأخطبوط بأنه حيوان بحري منعزل، ويمضي معظم حياته في العزلة، ولكن، أظهرت دراسة جديدة، أن هذه المخلوقات قد تكون أكثر اجتماعية مما كان يعتقد سابقا. حيث اكتشف الباحثون قبالة الساحل الشرقي لأستراليا، أن تلك الحيوانات ذات الأرجل تتجمع أحيانا في مجموعات صغيرة، وغالبا ما يكونون في متناول اذرع الأفراد الآخرين.
ووجد أن الأخطبوط الذي شوهد في موقعين خارج أستراليا تتواصل مع بعضها البعض بعدة طرق، مثل التزاوج أو إظهار علامات العدوان تجاه حيوانات أخرى، حيث تم رصد مستوطنة من الأخطبوطات القاتمة (الأخطبوط تتريكوس) لأول مرة في خليج جيرفيس في عام 2009. وأطلق عليها اسم "أوكتوبوليس"، ووجد الباحثون ما يصل إلى 16 أخطبوط يتفاعلوا مع بعضهم البعض. وشاهد العلماء في وقت لاحق مجموعة ثانية على بعد بضع مئات من الأمتار، والتي أطلقوا عليها اسم "أوكتلانتيس". ويعتبر هذا الموقع موطن لما يقرب من 15 أخطبوط قاتم.
وكشفت ملاحظات الفريق عن تلك الحيوانات أشكال الاتصال المباشرة وغير المباشرة على السواء. حيث يقول الدكتور ستيفاني تشانسيلور وهو طالب في العلوم البيولوجية في جامعة إلينوي في شيكاغو، ومؤلف في هذا البحث، "في كل الموقعين، كانت هناك بعض العلامات التي تدل على تجمع تلك الحيوانات في جماعة في قاع البحر". وأشار إلى أن الأخطبوطات عادة ما تحافظ على نمط حياة منعزل، حتي تقترن مع اقرانها من نفس الفصيلة. لكن في ظل الظروف المناسبة، يشك الباحثون الآن في أنهم قد يتجمعون أحيانا.
في موقع "أوكتلانتيس"، وجد أن الأخطبوط يقع في ما بين 10-15 مترا تحت الماء في مساحة بطول 18 مترا وعرض 4 أمتار. ولاحظ الفريق بعض بقع من الصخور المكشوفة. ووجدوا أيضا 13 منزلا محتلا و 10 أكواخ للأخطبوط غير مأهولة، تنشئها المخلوقات عن طريق الحفر في الأكوام الرملية.
وقال الباحثون "كانت الحيوانات في كثير من الأحيان قريبة جدا من بعضها البعض، وغالبا في متناول اليد". كما شوهدت بعض الأخطبوطات تطرد حيوانات أخرى من أوكارها. في حين أن هذا السلوك يمكن أن يكون إقليميا، وما زلنا لا نعرف الكثير عن سلوك الأخطبوط. واشاروا إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد ما قد تعني هذه التصرفات.