الرباط - المغرب اليوم
كما كان متوقعا، لم يحضر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، ولا أي عضو من قيادة الحزب الحالية، حفل تأبين النقابي الاتحادي عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام السابق للفدرالية الديمقراطية للشغل.
في المقابل حضرت وجوه اتحادية من الصف "المعارض" لإدريس لشكر، مثل محمد اليازغي، وطارق القباج. كما حضر أحمد رضا الشامي، الذي ألقى كلمة بالمناسبة، أرسل عبرها إشارات إلى قرب استئناف نشاطه داخل الاتحاد الاشتراكي.
الشامي حرص في نهاية الكلمة التأبينية، التي ألقاها في حق العزوزي، على الدعوة إلى استرجاع حزب "الوردة" للأدوار الطلائعية التي كان يضطلع بها على الصعيدين السياسي والمجتمعي. وقال: "سيرتاح الفقيد عندما يواصل الاتحاديون بناء المشروع المجتمعي الحداثي، الذي يتواءم ومتطلبات المجتمع، ويواصل بناء المشروع السياسي الديمقراطي، ومصالحة المواطنين مع الشأن العام، وبناء المواطَنة النشطة والفاعلة".
حفل تأبين الراحل العزوزي كان مناسبة لتوجيه رسائل سياسية إلى القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي، عبّر عنها القيادي السابق في الحزب، الطيب منشد، بقوله: "إن الاختيارات المذهبية أصبحت مضبّبة، وانفضّت الحاضنة التي كانت تحتضن الحزب وذهبت".
وتأسف منشد على ماضي الاتحاد الاشتراكي، "حيث كانت الحياة السياسية تتحرك وتتوقف بتحرك وتوقف الاتحاد، الذي كان يقول نعم حين يرى أن أشياء إيجابية في مصلحة المغرب والمواطنين تحققت، ويقول لا حين تستدعي الضرورة ذلك، وكان محافظا على استقلالية قراره الداخلي، وجعله قرارا سياديا".
وأضاف منشد، في كلمات وجهها إلى الراحل، "لقد عشتَ حتى رأيت كيف أن أذرع الحزب من الشباب ومن باقي القطاعات رحلت أو توقفت، ورأيت كيف أن الاختيارات المذهبية أصبحت مضببة، وانفضت الحاضنة وذهبت".
من جهة ثانية، توقف منشد عند الخصال، التي كان يتحلى بها الراحل العزوزي إبان شغله المناصب التي تولاها، سواء كفاعل نقابي أو نائب برلماني أو رئيس للمجلس الجماعي بمدينة المحمدية، وقال إن الراحل ظل وفيا لمبادئه، وظل دوما قريبا من المواطنين البسطاء.
وأضاف أن العزوزي لم يزده ما طاله من اعتقال وسجن في المعتقل السري بدرب مولاي علي الشريف، ومعتقل أنفا، حيث قضى شهورا طويلة، وما تعرض له خلال فترة الاعتقال من أشكال التعذيب النفسي والجسدي، سوى ثبات على مبادئه ومواقفه، "بل كلما مر بمرحلة يستقبل المرحلة الثانية بعزيمة أقوى وإرادة أكثر إصرارا".
في السياق ذاته، قال أحمد رضا الشامي إن الراحل، الذي توفي يوم 4 شتنبر الماضي عن عمر يناهز 75 سنة، "كان صلبا ومسؤولا وثابتا على مواقف الاتحاد الاشتراكي، وكان دائما مستعدا للإنصات والحوار، وظل وفيا للفكرة الاتحادية وصورة الاتحادي الذي يجمع ولا يفرّق، ويصبر على الشدائد، ويقاوم الإغراءات".
بدورها، توقفت زوجة الراحل، في كلمة تأبينية في حقه، عند الشيم التي كان يتمتع بها، قائلة: "كان متواضعا يصغي إلى الكل، وكان رجل الصعاب، حيث حل كثيرا من المشاكل المعقدة بمجادلة أطرافها في بيته، وكان رجل توافقات".
قد يهمك أيضًا: