غزة - المغرب اليوم
في كل ساعة تمر على الأسيرة هبة اللبدي يُدق باب زنزانتها، ويقوم طبيب السجن بالتأكد من أنها ما زالت على قيد الحياة! تحت شعار "إما أنال حريتي أو أستشهد"، الذي خطته لنفسها منذ أول يوم إضراب عن الطعام، تقاوم هبة (32 عاما) زنازين معتقل الجلمة وإدارة سجون الاحتلال وضباط مخابراته، رافضة اعتقالها الإداري وكافة إجراءاتهم القمعية بحقها.
بجسد هزيل وصحة تتراجع في كل ساعة، تقاتل هبة منذ 33 يوما، في مساحة ضيقة من الوطن المسلوب، حيث تبزغ الشمس -المحرومة منها في زنزانتها تحت الأرض- من أرضية المعتقل، ومن إصرارها على التحدي ورفض التهم التي تشكلها مخابرات الاحتلال وعملاؤه على مقياس طغيانهم.
في زنزانة مراقبة بأربع كاميرات على مدار الـ24 ساعة، تمضي هبة أيام اعتقالها، دون أي وسيلة ترفيه أو تنفيس لحالتها النفسية، عدا عن مراقبة المرحاض بداخل الزنزانة بالكاميرات، وهو ما قاتل من أجله المحامون حتى حصلوا على كيس نايلون أسود تستخدمه هبة كساتر أثناء دخولها "دورة المياه".
قبل النايلون الأسود لم تدخل هبة "دورة المياه" 15 يوما، إضافة إلى أنها لم تبدل ملابسها ولم تغتسل منذ اعتقالها.
اقرا ايضًا:
وفاة قاصر مغربي دهسته سيارة للشرطة في بلجيكا
يرفض الاحتلال نقلها إلى أحد سجونه وانضمامها إلى باقي الأسيرات، ويضغط عليها لفك إضرابها عن الطعام، كما رفض كافة الوساطات من قبل الطرف الأردني للإفراج عنها.
محاميها رسلان محاجنة قال لـ"وفا": "تعاني هبة أوجاعا مختلفة في أنحاء جسدها، خاصة في الأطراف والرأس، وتسارع في دقات القلب، ونقصان في الوزن، وهي الآن تعيش على الماء والملح".
وأضاف "ما يجري مع هبة هو إجراء عقابي من قبل مخابرات الاحتلال للضغط عليها لفك إضرابها عن الطعام."
اعتقلت هبة بتاريخ 20-8-2019، خلال عبورها معبر الكرامة، متجهة إلى مدينة نابلس لحضور فرح إحدى قريباتها من بلدة يعبد التي تنحدر منها، وتعيش اليوم في الأردن وتحمل الجنسيتين الأردنية والفلسطينية.
اللبدي تخرجت من قسم المحاسبة بالجامعة الأهلية بعمان، وعملت في الإمارات والأردن.
ولعدم وجود أي تهمة ضد اللبدي، تم تحويلها إلى الاعتقال الإداري خمسة أشهر بتاريخ 26/9/2019، وعلى إثر ذلك أعلنت إضرابها المفتوح عن الطعام، فقامت الإدارة بنقلها وعزلها في مركز توقيف الجلمة في ظروف مأساوية.
يذكر أن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي نقلت، يوم الخميس الماضي، الأسيرة هبة إلى مستشفى "بني تسيون" بمدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، على إثر تراجع قدرتها على شرب الماء منذ الأحد الماضي.
وتم نقل اللبدي إلى المستشفى مقيدة اليدين والرجلين، رغم الوهن الذي تعانيه في ظل إضرابها المتواصل عن الطعام، وبعد ساعات تمت إعادتها إلى قسم العزل بسجن الجلمة الإسرائيلي.