الرباط - المغرب اليوم
شعلة من الأمل تلك التي تمثلها الشابة غزلان الطالب، البالغة 23 سنة؛ فرغم وضعها الصحي المتدهور تتشبث بأمل كبير من أجل حفظ القرآن الكريم وتعلم قواعد تجويده وقراءته.
غزلان، المنحدرة من مدينة فاس، تمكنت إلى حد اليوم من حفظ 24 حزبا من القرآن الكريم، والتعرف على قواعد تجويده وقراءته، وتستمر اليوم في رحلتها الربانية، التي تقول إنها كانت عاملا أساسيا في تجاوزها محنتها الصحية.
وتقول غزلان في لقاء مع هسبريس: "حينما كنت صغيرة فقدت السمع. هذا الأمر لم يساهم في أن أترك الدراسة ولم يضع أي حاجز أمامي. أتممت دراستي وكنت متفوقة فيها بشهادة الأساتذة"، مواصلة: "أصابني مرض فشل العضلات في عمر 15 سنة، فلم أعد أستطيع الحركة، وهو ما جعلني ألزم البيت..بعد مدة لم أعد أستطيع التنفس، وأصابني ضيق التنفس".
وتشير غزلان إلى أنها بدأت منذ مدة حفظ القرآن الكريم والمداومة على قراءته، فكان لها خير سند في محنتها المرضية، وتضيف: "وفقني الله لحفظ آياته فلم أعد أشعر بالنقص، بل بالطمأنينة والثقة في النفس".
تتعلم غزلان قواعد قراءة القرآن الكريم بمقر جمعية البيان بفاس، وتقول: "تصحبني أمي إلى دار للقرآن تابعة لجمعية البيان..حينما تسعفني صحتي أتوجه إلى مقر الجمعية، وإن لم أستطع أتواصل مع أستاذتي فقط على الهاتف"، وتضيف: "بدأت أرى فتيات في عمري يعملن على نشر فيديوهات لهن وهن يقرأن القرآن، وهو ما شجعني أيضا على نشر فيديوهاتي الخاصة. وجدت التفاعل والتشجيع الذي مكنني من المواصلة".
وتردف المتحدثة: "حين أقرأ كتاب الله أحس بالراحة وبأنني إنسانة طبيعية، وأشعر أيضا كما لو أن الله يخاطبني عن طريق آياته القرآنية.. لا يفارقني كتاب الله.. دائما معي، أقرؤه صباح مساء".
تتحدث غزلان عن حلم ختم القرآن الكريم بفرح كبير وتشير إلى أن الأمر من شأنه أن يدخل فرحة على قلبها، وستتمكن من خلاله من إسعاد والديها اللذين كانا لها خير سند، موجهة النصح إلى كل من يمر من أزمة كيفما كانت بأن يتلمس طريق القرب من الله، وتقول: "نصيحتي لكل من يعاني في حياته أو يقابل مشكلا أن يتقرب من الله، ففي قربه راحة..لا تيأسوا من رحمة الله، شدوا الهمة واقرؤوا القرآن وكونوا أقوياء ولا تفقدوا الأمل".
وقد يهمك أيضاً :