الرباط - المغرب اليوم
أكد الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي أن كتابه الجديد الذي صدر أخيرا تحت عنوان "في ملعب السياسة" منع من النشر في الجزائر، وهو عبارة عن مجموعة من الأفكار والآراء الشخصية الخاصة بالمشهد الجزائري، منذ سنة 2013 وإلى غاية انطلاقة الثورة.
وقال دراجي، في تصريح خص به "هسبورت"، إن "في ملعب السياسة..عبارة عن بانوراما تؤرخ لفترة زمنية مرت في الجزائر..تناولت فيه مواضيع سياسية ورياضية وأخرى ثقافية واجتماعية، كنت أسميها في كل مرة شؤون بلدي..البعض يراني كإعلامي رياضي لا يجب أن يتحدث في السياسة، في حين أنا أتكلم دائما في شؤون بلدي، لهذا أؤرخ لهذه الفترة".
وزاد: "صدر هذا الكتاب وسميته "في ملعب السياسة" لكوني إعلاميا رياضيا، إذ ارتأيت أن يكون الملعب حاضرا، وتحدث فيه عن الكثير من الأمور الرياضية والسياسية..نصفه يتعلق بالرياضة والنصف الآخر سياسي".
وأضاف دراجي: "هذا كتابي الثالث بعد "لا ملك ولا شيطان" الذي صدر سنة 2012، ثم "دومينو" سنة 2013؛ وكان من المفروض أن أنشره في الجزائر على غرار الأول والثاني، لكنه مُنع من الطبع هناك لأسباب معلومة"، مردفا: "كنت ممنوعا من الظهور في القنوات الجزائرية الخاصة، وممنوعا من تنظيم ندوات أو المشاركة فيها، أو حتى تنظيم دورات تكوينية للإعلاميين الشباب، وذلك بسبب مواقفي".
وتابع الإعلامي الجزائري: "بعد أن مُنع كتابي من الطبع في الجزائر، جاءني عرض من شركة ألمانية وأخرى بريطانية متخصصة في الطباعة والنشر، عرضا علي أن يُطبع الكتاب وكذلك مذكراتي المقبلة تحت عنوان "لم أُغادر وطني"، واتفقت معهما على أن يتم نشر الكتاب في بلدان أخرى، إلى أن يتم الاتفاق مع دور للنشر في الجزائر في حال ما رُفع المنع".
وأردف دراجي: "الظروف السياسية والاجتماعية والرياضية التي تمُر منها الجزائر هي التي أجبرتني على إصدار هذا الكتاب، فقبل سنة 2012 لم أكن أكتب في شؤون بلدي، في حين قررت تكرار تجربة ناجحة للكتابين السابقين، اللذين كان لهما أثر كبير داخل البلد وخارجه"، وزاد: "أردت أن أؤرخ للأوضاع المستفزة في الجزائر بالنسبة لي ولكل الشعب الجزائري في هذا الكتاب للأجيال الصاعدة".
وأبرز المتحدث ذاته: "العديد من دور النشر بعدما اطلعت على مضمون الكتاب اعتذرت لي عن النشر، لأن الظروف صعبة في البلاد، وهذا أمر طبيعي مع الأوضاع التي تعيشها"، مردفا: "كما أنني تحدثت عن بعض أمور السياسة الخارجية التي كانت منتهجة من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ولم أتطرق إلى موضوع الحدود مع الجارة المغرب، علماً أن الرأي العام في الجزائر يتمنى أن يأتي يوم وتتم تسوية كل المشاكل معها، سواء كانت دبلوماسية أو حدودية، وهذا ما أتمناه كذلك".
كما قال المعلق الرياضي: "لا أريد من خلال تدويناتي أن أكون جزءا من التغيير في بلدي أبداً، فقط أقوم بواجب المهني والأخلاقي والإنساني تجاه وطني كمواطن وكإعلامي، لأن المواطن من حقه التعبير عن رأيه والإعلامي من حقه ومن واجبه أن يتكلم عن شؤون وطنه..لا أريد أي شيء ولا أخشى أي شيء، ما أُريده هو ما يريده كل الشعب الجزائري، أن يرى وطنه مفخرة، وأن يعيش في الأمن والأمان، وأن يسود العدل والمساواة والحق".
واختتم دراجي كلامه بالقول: "كلمتي الأخيرة موجهة إلى الشعب الجزائري، وهي كلمة تقدير واحترام وتحية على هاته الصورة التي يُقدمها للعالم اليوم، بعد تكسيره جدار الخوف وتلك الصورة النمطية التي أعطيت للجزائر في عهد بوتفليقة، وأبان استعداده لكي يضحي من أجل الأجيال القادمة. كلمة تقدير وتحية لكل الشعب الجزائري الذي وقف وقفة رجل واحد.. وأكيد عندنا شهداء في القبور يتحركون لكل ما يفعله أحفادهم اليوم.. وهذه الثورة لن تُسرق من الشعب المناضل، وإن شاء الله تحيا الجزائر كما يريد أبناؤها".
قد يهمك ايضا
برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر