الرئيسية » ناس في الأخبار
مصطفى نظيف

برلين - المغرب اليوم

بين مراكش وميونيخ وقعت أحداث كثيرة قادت مصطفى نظيف، المغربي الأربعيني، من البحث عن الذات إلى احتراف الابتكار في الحلول الرقمية التي تطلبها كبريات الشركات.

يملك نظيف حصة مساوية لشريكه في "بروتوم"، الكائن مقرها جنوب جمهورية ألمانيا الاتحادية، ومع توالي المنجزات المهنية ينمو ميل مصطفى إلى نقل المعرفة صوب المغرب.

رياض الموخة

في مدينة مراكش، وسط "رياض الموخة"، دخل مصطفى نظيف الدنيا سنة 1977، وبـ"عاصمة البهجة" وسمت روحه بخفة دم لم يتخلّ عنها رغم طول الاستقرار في المهجر.

قطع نظيف مرحلتَي التعليمين الابتدائي والإعدادي قبل الحصول، من ثانوية "ابن عباد" في حي "كليز"، على شهادة الباكالوريا وخوض الدراسة الجامعية في مراكش.

جرّب مصطفى دراسة الاقتصاد بجامعة القاضي عياض، ثم انتقل إلى مدرجات كلية العلوم لتلقي تكوين في الفيزياء والكيمياء. وقبل اكمال مساره الدراسي، توجه نظيف إلى ألمانيا.

مفعول الصدفة

يعلن مصطفى نظيف انتماءه إلى أسرة مراكشية مصنفة ضمن الطبقة المتوسطة، وينفي أن يكون خيار الهجرة قد تأسس على إعداد سابق لتنفيذ هذه الخطوة المؤثرة.

"كان الأمر برمّته صدفة لعب فيها أخ أحد أصدقائي دورا محوريا؛ لقد كان مستقرا في ألمانيا واقترح عليّ شق مساري الدراسي في هذا البلد الأوروبي، وتحدث عن كثرة الخيارات أمام الخريجين"، يقول نظيف.

تلقى مصطفى دروسا مكثفة في اللغة الألمانية بمراكش، وبالموازاة مع ذلك قدم طلبات تسجيل نالت الموافقة في ثلاث مؤسسات جامعية اختار واحدة منها.

فوضى البدايات

وضع الشاب المراكشي قدميه في ألمانيا خريف سنة 1998، ولم يكن متوفرا إلا على عنوان "مأوى للشباب" يعتزم الإقامة به، ثم تفاجأ بأن لغة المجتمع الألماني لا تطابق ما درسه.

يستحضر مصطفى نظيف أنه تاه ثلاثة أيام عقب فشله في تحديد موقع المأوى بدقة، وقضى ليلتين في مبنى محطة للحافلات قبل العثور على المكان المقصود.

"تعرفت على مغاربة مدوا لي أيادي المساعدة للتعرف على بيئتي الجديدة، ثم وجدت سكنا قبيل البدء في تلقي دروس السنة التحضيرية لدراسة الهندسة الكهربائية"، يحكي نظيف.

التأقلم والتكوين

استغل مصطفى نظيف ماضيه الرياضي في مراكش لكسب صداقات ومجاورة معارف جدد عبر ممارسة كرة القدم في الجامعة. وبعد إصابته في إحدى المباريات، انسحب من الرياضة للتركيز أكثر على تكوينه الجامعي.

اشتغل المغربي نفسه في عدد من المهن، وسط شركات للتغذية واللوجستيك والبناء، وفي مطاعم ومقاه، لضمان مدخول مالي لتمويل دراسته والتكفل بكافة حاجياته.

ويفسر ما جرى بقوله: "كان لزاما عليّ تدبر مصاريف الحياة الكريمة، لم أكن ممنوحا ولا تحويلات تتقاطر عليّ من المغرب، لذلك انخرطت في العمل بلا تفريط في التعلّم".

بعيدا عن التنظير

تخصص مصطفى نظيف في تكنولوجيا المعلوميات حتى تخرج مهندسا، وبعدها نال فرصة للعمل في شركة وضعته رهن إشارة صانع السيارات "BMW" بمدينة ميونيخ.

اعتبر المغربي المستقر في ألمانيا أن هذه الخطوة المهنية بداية موفقة لربط الممارسة بالشق النظري الذي تميز فيه خلال سنوات التعليم العالي.

ويقرّ المنحدر من مراكش بأنه خصص كل انتباهه، في هذا الطور من حياته، للتعرف على مكونات السيارات وأدوارها، والتدقيق في العتاد التكنولوجي المستعمل.

تفرّغ للإبداع

يقول مصطفى نظيف إنه انحاز، بعد اختمار أفكاره في ميونيخ، إلى إنشاء مشروع خاص يبرز فيه قدراته ويصل به إلى طموحاته، ولذلك أسس شركة "بروتوم" مع شريك بحصتين متساويتين.

تتخصص "بروتوم" في الخدمات الهندسية التي تبتغي تقديم حلول للزبائن، وأبرز القطاعات المستهدفة من لدنها تتصل بصناعة السيارات وقطاع الطيران وخدمات الصحة، إلى جانب ميادين أخرى.

ويفسر مصطفى أداء شركته بكونها تقوم بابتكار حلول مؤسسة على برمجيات التكنولوجيات الحديثة لأي مشاكل توافيها بها أي مؤسسة، وغالبا ما يتم اللجوء إلى "بروتوم" عقب الفشل في التوصل إلى تسوية داخليا.

الانتقال إلى المغرب

عقب تخطي 20 سنة من التواجد في ألمانيا، برمج مصطفى نظيف افتتاحا قريبا لمكتب دراسات خاص بشركته في المغرب، مراهنا على استمرار استثماره في التكنولوجيا بالوطن الأم.

وبهذا الخصوص، يقول: "يمكننا المساهمة في الجهد المبذول لتنمية المملكة من خلال خطوات عديدة؛ لكن الأهمّ أن هذا الخيار يأتي بدافع الحب ولا يضع المكاسب المالية أولويّة".

ويقرن المشرف على تدبير "بروتوم" أهداف الفرع المغربي بتقديم خدمات لمؤسسات قطاع التعليم العالي، أساسا، دون إغفال نقل المعرفة المكتسبة في ألمانيا إلى الطلبة المهندسين.

العمل وغرس الأمل

"ما حققته يبقى في متناول أي شاب مغربي يحمل منسوبا عاليا من الطموح، حيث تحديد الأهداف يوصل دوما إلى النجاح؛ مثلما الاستسلام للخمول لا يتيح إلا جلب الفشل التام"، يقول نظيف.

يضع ابن الجالية المغربية معادلة سهلة أمام الراغبين في البحث عن الفرص خارج الوطن الأم؛ يحددها في وضع هدف أول يتم السعي إلى تحقيقه، ثم هدف آخر للعمل عليه، والسير على هذا النهج طوال الحياة.

"العيش في بيئة مساعدة يبقى ذا أهمية كبرى، ولا أقصد بهذا بلد الاستقرار وإنما الأشخاص الذين يحتك بهم المرء يوميا، فنشر الإحباط مُعد مثلما غرس الأمل مُحفز"، يختم مصطفى نظيف.

 

قد يهمك ايضا
ثلاثون باحثًا وأكاديميًا يلتقون بمأدبة فكرية في ليلة الفلاسفة بالرباط
انطلاق فعاليات الاحتفال بـ"اليوبيل الذهبي" لكلية العلوم

View on yeslibya.net

أخبار ذات صلة

دجوكوفيتش يتبرع لبلدة صربية منكوبة بفيروس كورونا
الأمير هاري ينظم رحلة في صحراء سلطنة عمان
بوسبيحة يدعو للتجاوب مع تصريحات الرئيس التونسي بشأن ليبيا
الاولمبية الليبية تحتفل باليوم الأولمبي العالمي
إجراء ثاني عملية جراحية لمصابة بفيروس كورونا في سبها

اخر الاخبار

"النواب الليبي" يُرحب بدعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار
عقيلة يكشف آلية تشكيل المجلس الرئاسي الجديد
الخارجية الأميركية تدعو إلى وقف التصعيد وإطلاق النار في…
وقف عملية إجلاء الليبيين العالقين فى تركيا لحين عودة…

فن وموسيقى

هند صبري تُعلق على قضية الشاب المصري الذي تحرش…
نيللي كريم ترد على اتهامات تشبيه "بـ100 وش" بفيلم…
هاني شاكر يتمنَّى أن يكون المصريين "أكثر رقة" ويؤكّد…
أمينة خليل تُؤكّد أنّها لم تخَف مِن طرح القضايا…

أخبار النجوم

التونسية درة تؤكد أن طموحاتها الفنية أكبر مما حققته…
لوسي تكشف سبب غيابها عن موسم الدراما الرمضانية هذا…
فرح المهدي تؤكد أن دورها في "ورود ملونة" حقق…
ليندا بيطار تقدم مجموعة من الأغنيات السورية وتكشف عن…

رياضة

كورونا تؤخر التحاق أكرم الزوي بالفيصلي الأردني
إغلاق الحدود يحرم المحترفين الليبيين الالتحاق بأنديتهم
الهريش يشيد بمعاملة الجزائريين ويأمل استئناف الدوري قريبًا
الاتحاد الليبي لكرة القدم يدرس إقامة دوري جديد

صحة وتغذية

أطعمة تُخلصك من اضطراب المعدة والإسهال تعرف عليها
أسباب تجعلك تُدخل "شاي شاغا" في نظامك الغذائي
طبيب يعلن عن أكثر الخرافات المتعلقة الشاي
حالات الإصابة بـ"كورونا" في أفريقيا تُسجل مستوى جديد

الأخبار الأكثر قراءة