الرباط-المغرب اليوم
"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، هذه حالة جواد الجزولي، العداء المغربي المتخصص في الماراتون والمسافات الطويلة، والذي يعاني بسبب الحاجة وغياب الدعم قصد مواصلة التألق لتمثيل المغرب في تظاهرات رياضية وسباقات على الطريق ورفع راية بلاده خفاقة وسط عواصم دولية.
لم يدر ببال البطل المغربي الجزولي أن يجد نفسه معزولا وسط قرية نائية ضواحي مدينة وزان، وهو الذي صال وجال عواصم أوروبية وأمريكية محطما أرقاما قياسية حصد خلالها ميداليات ذهبية وبرونزية ونحاسية باسم المغرب على هامش تظاهرات رياضية دولية.
يواجه البطل العالمي الحياة في أصعب تجلياتها، متحديا كل المحن في ظل غياب الدعم المالي والنفسي الذي ساهم في تأزم وضعه الاجتماعي والمادي، بشكل أضحى يعيق مساره الرياضي الحافل ولم يعد يحمل من تلك السنوات غير ذاكرة حبلى بالإنجازات وحافلة بالنجاحات.
وتحسب للبطل الشاب عصاميته، فمن كان طفلا قرويا غدا بطلا عالميا مراكما لإنجازات كثيرة ومتعددة، لا تزال راسخة في أذهانه؛ فقد حل في المرتبة الأولى بالماراتون الدولي بولاية باتنة بالجزائر، وثانيا بنصف ماراتون إسطنبول في تركيا، كما جاء في المرتبة الثانية في سباق 16 كلم بفلاديلفيا، وثالثا في سباق بولاية فرجينيا، كما نال برونزية سباق بوسطن الأمريكية، قبل أن يعاني من إصابة على مستوى الكاحل أبعدته عن الميدان ويعود إلى مضمار السباق والجري ويتوج ببرونزية البطولة العربية بدولة الأردن سنة 2019 لتتم المناداة عليه للمنتخب الوطني.
تشبثُ جواد بالأمل والحلم قاداه إلى معاودة معانقة الفوز مفلحا في هزم المرض والتغلب على فقره والرجوع إلى الجري من خلال تمارين شاقة بمسقط رأسه بجماعة بني كلة وبدون مدرب، إذ لم تزده التجربة الصحية المريرة سوى إصرارا وصمودا لتحقيق "حلم الوصول إلى الأولمبياد"، ومن ثم انخرط في سباقات وطنية بإقليم وزان ومراكش لم تنل هذه الصعوبات من عزيمة وإصرار الشاب القوي، المفعم بالحياة ولا يزال مؤمنا بقدراته وينتظر فرجا قريبا قد ينقد ما تبقى من أمانيه وأحلامه.
بعدما أغلقت جميع الأبواب في وجهه، قرر جواد الخروج إلى العلن، ومشاطرة معاناته مع المغاربة مسؤولين ومواطنين لتوفير دعم يعينه على مصاريف تربص إعدادي بمدينة إفران استعدادا لماراتون الدار البيضاء الشهر المقبل، وكله أمل في تحقيق رقم يؤهله إلى أولمبياد المقررة بالعاصمة اليابانية طوكيو.
جواد لا يطلب الكثير ولا يريد شيئا خارج عن الاستطاعة، فقط ينشد دعما ماليا للدخول في تربص إعدادي بمدينة إفران للاستعداد لماراتون "كازابلاكا" وشراء لوازم رياضية تعينه على تحقق رقم يؤهله للأولمبياد وتتويج بلده المغرب بميدالية.
يذكر أن جواد الجزولي، ابن جماعة بني كلة من إقليم وزان، قد حاز على ألقاب عدة؛ من ضمنها التتويج ببطولة المغرب لمسافة عشرة آلاف متر.
قد يهمك ايضا:
المغرب يحرز برونزية سباق 500 متر في قوارب الكاياك
البقالي يحرز برونزية سباق 3000 متر موانع في الألعاب الإفريقية